أبرز الخبير في الدراسات الجيو-إستراتيجية والأمنية، الشرقاوي الروداني، أن العفو السامي، الذي تفضل الملك محمد السادس، بمناسبة ذكرى ثورة الملك والشعب، بإسباغه على 4831 شخصا المدانين أو المتابعين أو المبحوث عنهم في قضايا متعلقة بزراعة القنب الهندي، مبادرة إنسانية نبيلة تندرج في إطار منظور إستراتيجي واسع النطاق.
وأوضح الروداني، في تصريحات صحافية، أن الأمر يتعلق أيضا بـ “مبادرة تتماشى مع ديناميات التحول الاقتصادي والاجتماعي الذي تشهده الأقاليم المعنية بزراعة القنب الهندي”.
وأضاف الخبير أن العفو الملكي ليس التفاتة كريمة فحسب، بل هو جزء من رؤية متبصرة للملك، تقوم على إدماج المستفيدين في الإستراتيجية التنموية الجديدة، التي تجسدت في إحداث الوكالة الوطنية لتقنين الأنشطة المتعلقة بالقنب الهندي.
وسجل الروداني أن العاهل يسعى، من خلال هذه المبادرة السامية، ليس فقط إلى إعادة الإدماج الاجتماعي للمستفيدين، بل أيضا إلى التنمية الاقتصادية المستدامة للمناطق المعنية، مشيرا إلى أن الإطارين القانوني والتنظيمي اللذين وضعتهما الوكالة الوطنية لتقنين الأنشطة المتعلقة بالقنب الهندي يتيحان توجيه الفوائد الاقتصادية المتأتية من القنب الهندي نحو مشاريع مهيكلة، بما يعزز التماسك الاجتماعي والاقتصادي على المستوى المحلي.
ولفت إلى أن قرار العفو الملكي يجسد أيضا عدالة تطبعها الرأفة، إذ تتيح الفرصة للجميع للابتكار والمشاركة في مستقبل مشترك قائم على الاندماج، معتبرا أن الأمر يتعلق بـ “صدى معاصر” لثورة الملك والشعب، وهي الذكرى التي ترمز إلى التلاحم بين الملك والشعب، بما يواصل ترسيخ الهوية الوطنية والدفع بالمغرب في سعيه نحو التقدم والازدهار.
وخلص الروداني إلى أن هذه البادرة النبيلة تعزز بذلك التماسك الوطني من خلال تمكين المستفيدين من العفو الملكي من الاندماج في المجتمع، بما يسهم في الوحدة والتضامن اللذين كانا الحجر الأساس في ثورة الملك والشعب.