أفاد الكاتب والمحلل الجزائري ناصر جابي أن الخوف ما زال سيد الموقف من الحراك الشعبي عندما يتعلق الأمر بموقف النظام السياسي الجزائري ومؤسساته السياسية، الأمنية والإعلامية، رغم مرور خمس سنوات على ذلك الحراك.
وأوضح، في مقال جاء تحت عنوان “لماذا استمر الخوف من الحراك في الجزائر؟”، نشر على أعمدة صحيفة “القدس العربي”، أن هذا الخوف تترجمه الاعتقالات التي تطال بعض الوجوه المرتبطة بالحراك الشعبي، الذي كان قد انطلق في 22 فبراير 2019، دون أن تحقق ما كانت تصبو إليه لأسباب عديدة.
وشدد على أن النظام العسكري لم يتعافى بعد من الخوف من الحراك، الذي سبب له هزات كثيرة ومتتالية مسته في العمق وخلطت أوراقه، مضيفا أن “لحراك جعل النظام يعيش حالة اضطراب لم يخرج منها حتى الساعة، تظهر بأكثر من شكل في الداخل والخارج، كما هو سائد في سلسلة التعيينات التي يقوم بها النظام على رأس مؤسسات سيادية اقتصادية وسياسية وأمنية سرعان ما يعيد فيها النظر، بعد وقت قصير، بعد أن يتبين خطأها”.
وتابع أن الحراك كان قد أفشل العهدة الخامسة لبوتفليقة وفرض على النظام التضحية بوجوهه الأكثر فسادا دون أن يتخلص من ظاهرة الفساد نفسها التي استمرت كممارسات فردية وجماعية بأشكال مختلفة، كما بينته محاكمة وزراء تم تعيينهم خلال فترة ما بعد الحراك، نتيجة الاستمرارية التي ميزت شروط انتاج هذه الظاهرة على أكثر من صعيد سياسي اقتصادي واجتماعي، داخل مؤسسات النظام نفسه.