عزز الجيش المغربي منظومته العسكرية باقتناء عدد كبير من الطائرات المُسيّرة من أسواق مختلفة.
وفي ظل الشراكات العسكرية التي تربط المغرب مع دول بارزة بمجال تصنيع الأسلحة، تؤكد مجموعة من التقارير أن المغرب بات من بين أكبر زبناء “الدرونات”، وذلك بالنظر إلى فعاليتها وأدوارها المتعددة.
وبالموازاة مع ذلك، تمضي الرباط في تأسيس صناعة دفاعية وعسكرية محلية، معتمدة في ذلك على شراكات متنوعة. وتواكب الرباط تطوير هذا القطاع المهم بترسانة تشريعية وقانونية.
وحول سر الاهتمام المغربي المتزايد باقتناء “الدرونات”، قال أستاذ العلاقات الدولية في جامعة ديجون عبد الرحمن مكاوي، الخبير في الشؤون العسكرية والاستراتيجية، إن الجيش المغربي بات يتوفر على ترسانة مهمة من الطائرات المُسيّرة من مختلف الأحجام والتخصصات والمصادر، وذلك لعدة اعتبارات.
وأوضح مكاوي في تصريح لـ”مشاهد24″، أن المغرب يسعى إلى حماية أمنه وترابه من أي تهديدات محتملة، ولهذا الغرض قامت القوات المسلحة الملكية باقتناء طائرات بدون طيار في مجال المراقبة والرصد والتجسس، وأيضا “درونات” مقاتلة مُحمّلة بصواريخ مجنحة وقنابل مختلفة، إضافة إلى مسيرات انتحارية.
وأكد الخبير العسكري، أن “الدرونات” أثبتت فعاليتها على أرض الميدان، خصوصا في الأقاليم الجنوبية للمملكة، حيث تنتشر على طول جدار المنطقة العازلة بالصحراء، لمواجهة أي تسلل محتمل، وفق ما ذكرته تقارير سابقة، مشيراً إلى أن “الدرونات” من الأسلحة “التي يمكن أن تعول عليها لتأمين المجال الجوي”.
واستطرد المتحدث قائلا: “اليوم أصبحت الدرونات من أساسيات الحروب التقليدية بالإضافة إلى صواريخ بعيدة المدى، حيث رأينا ذلك في الشرق الأوسط وفي الحرب الروسية الأوكرانية، وحتى في بعض مناطق النزاع”.
التصنيع
وفي غضون ذلك، دخلت المملكة غمار صناعة هذا النوع من الطائرات بفتح المجال لشراكات مع دول متقدمة قصد الاستفادة من تجربتها.
وكانت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية، أكدت في تقرير سابق، أنه سيتم تصنيع “الدرونات” على الأراضي المغربية، بالتركيز على خاصيتي الهجوم، والمراقبة.
وتبرز العديد من التقارير الدفاعية، أن المغرب أصبح أكثر انفتاحا على شراكات جديدة في المجال العسكري والدفاعي، بالنظر إلى التطورات الإقليمية والدولية المتسارعة.
وحيال ذلك، أكد الخبير في الشؤون العسكرية والاستراتيجية عبد الرحمان مكاوي، أن المغرب “رغم أنه يقتني هذا النوع من الطائرات من أسواق مختلفة: أمريكا وإسرائيل وتركيا والصين وأيضا فرنسا، إلا أنه في نفس الوقت يقوم بالتصنيع بشراكة مع دول أجنبية”.
وأبرز أن الجيش المغربي “بات يتوفر على إمكانات كبيرة في مجال الهندسة العسكرية، كما يتوفر على خبرات تكنولوجية متقدمة تمكنه من صنع مضادات للطائرات المسيرة إما عن طريق تشويشها أو إرباكها تقنيا، أو السيطرة عليها تكنولوجيا عن بعد”.
وأوضح المتحدث أن المملكة “تتقدم بثبات بهذا المجال رغم شح المعلومات، إلا أن بعضها يتسرب عبر مراكز دراسات غربية”.