و.م.ع
أصدرت وكالة بيت مال القدس الشريف، حديثا، تقريرا بعنوان “25 سنة في خدمة القدس وأهلها ومؤسساتهم”، سلطت من خلاله الضوء على حصيلة الإنجازات التي راكمتها طيلة ربع قرن من العمل منذ إحداثها سنة 1998.
واستعرض هذا التقرير بالخصوص، مختلف التظاهرات والأنشطة التي جرى تنظيمها، في الفترة ما بين يناير وغشت 2023، بمناسبة تخليد الذكرى الفضية لوكالة بيت مال القدس الشريف، وهي الأنشطة التي شملت مختلف المجالات.
وأورد تقرير الذكرى الفضية لوكالة بيت مال القدس الشريف، كلمة رئيس لجنة الوصاية بالوكالة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، والتي أكد فيها أن الاحتفال بذكرى تأسيس الوكالة يشكل لحظة مهمة في تاريخها، لكونه يعكس ربع قرن من الخدمة والتفاني والشغف للحفاظ على المدينة المقدسة والنهوض بتراثها الحضاري العريق.
وأبرز بوريطة انخراط الوكالة ومثابرتها في العمل النبيل الموجه مباشرة إلى تحسين الظروف المعيشية اليومية للمقدسيين، وحماية التراث الثقافي، والتنمية الاجتماعية والاقتصادية للمدينة، حيث يتجاوز دورها الحدود الوطنية ويشكل جزء من البعد العالمي.
وأكد أن مهمة وكالة بيت مال القدس الشريف تهدف إلى بقاء القدس ملتقى لتعايش الأديان، بما عرف عن الإسلام من تسامح، وإشاعة للسلام، وبناء العلاقات والتضامن بين كافة الشعوب، على أساس التعارف والإخاء، مشيرا أن “هذه السنوات الخمس والعشرين هي شهادة على هذه الرغبة، ولكنها أيضا تذكير بأن مهمتنا لاتزال ذات أولوية قصوى، وأننا نواجه كل يوم تحديات جديدة تتطلب منا نفس الالتزام الثابت”.
وأبرز المدير المكلف بتسيير وكالة بيت مال القدس الشريف، محمد سالم الشرقاوي، من جهته، أن احتفال الوكالة بيوبيلها الفضي، خلال سنة 2023، تميز بتفضل الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس، بإسباغ رعايته السامية على فعالياته، مما “منح الوكالة دفعة رمزية خاصة تنضاف لمكارم الملك، وأياديه البيضاء على القدس وأهلها الفلسطينيين المرابطين”.
كما ذكر الشرقاوي بأن هذه الاحتفالية ليست فقط فعاليات وأنشطة وتظاهرات، بل تشكل وفقة مع الذات لتقييم الإنجاز واستشراف المستقبل لتأمين مواصلة العمل بنفس النشاط وبنفس الهمة.
وسجل أنه “رغم محدودية التمويل، تمكنت الوكالة من الحفاظ على وتيرة سنوية منتظمة في الإنجاز بميزانية تتفاوت بين 3.5 مليون دولار إلى 5 ملايين دولار في بعض السنوات، رغم ظروف العمل الصعبة، التي تفرضها خصوصية المدينة، وطبيعة تضاريسها السياسية والاجتماعية المعقدة…”.
وقد توقف التقرير من جهة أخرى، عند مختلف التظاهرات والأنشطة التي جرى تنظيمها، بمناسبة الذكرى الفضية لوكالة بيت مال القدس الشريف، ومن ضمنها على الخصوص، عقد اللقاء التشاوري الثاني مع ممثلي مؤسسات القدس حول موضوع “أي نموذج للتنمية المستدامة في القدس؟”.
وأكد المشاركون في ذلك اللقاء، الذي نظم يوم 20 يناير 2023 بالرباط، أن وكالة بيت مال القدس الشريف تحمل على عاتقها ثقل الأمانة التاريخية والحضارية المتمثلة في الحفاظ على التراث الديني والحضاري للمدينة المقدسة، وكذا التجاوب مع الاحتياجات الإنسانية الملحة والمتجددة للمقدسيين ومساعدتهم على الصمود في مدينتهم.
وتحت شعار “انطلاقة جديدة لترسيخ مكانة القدس ومركزها الديني والحضاري”، احتضن المركز الدولي للمؤتمرات محمد السادس بالصخيرات، تحت الرعاية السامية للملك رئيس لجنة القدس، احتفالية كبرى لإطلاق فعاليات اليوبيل الفضي لوكالة بيت مال القدس الشريف، وذلك بحضور عدد من المسؤولين عن هيئات حكومية وسفراء لعدة هيئات دبلوماسية معتمدة بالرباط وشخصيات رفيعة المستوى.
وتم، بالمناسبة نفسها، تنظيم منتدى الفرص لإصلاح وتطوير منظومة إدارة وكالة بيت مال القدس الشريف تحت شعار “أي نموذج للتنمية المستدامة في القدس؟”. وقد شكل اللقاء فرصة لإطلاع المشاركين على دليل المساطر ودفاتر التحملات الخاصة بالنظام المعلوماتي الجديد للوكالة، وخطة التواصل الرقمي والتبرعات عن طريق الأنترنيت، فضلا عن منصة التسويق الإلكتروني “دلالة” للتجارة الاجتماعية والتضامنية الموجهة للمساعدة على ترويج منتجات الجمعيات والتجار في القدس.
وتوقف التقرير أيضا عند تنظيم فعاليات الدورة الثالثة لمحاكاة القمة الدولية للطفولة من أجل القدس، تحت شعار “سلامة القدس من سلامة أطفالها”، والتي انعقدت في سياق متحرك تطبعه تحولات مقلقة تزيد من صعوبة الحياة في المدينة المقدسة وفي باقي الأراضي الفلسطينية.
وتطرق التقرير من جانب آخر، إلى تنظيم معرض الشعر بألوان القدس “تقاسيم الشعراء بريش الفنانين التشكيليين”، وذلك بمشاركة 25 شاعرا و25 فنانا تشكيليا. وقد تماهت في ذلك المعرض، أقلام 25 شاعرا مع ريش 25 فنانا تشكيليا في حوارية بلاغية دالة على ثقافة الاعتراف والتواشج والتعلق بكل ما تحمله هذه الثقافة الإنسانية المثالية من رسائل ورموز.
كما سلط تقرير الذكرى الفضية لوكالة بيت مال القدس الشريف الضوء على تنظيم تظاهرات أخرى ذات أبعاد اقتصادية واجتماعية، كما هو الشأن بالنسبة للدورة الأولى لمنتدى الأيام الحرة – المنتدى الاقتصادي والاجتماعي للقدس، وكذا الملتقى السنوي للأشخاص في وضعية إعاقة تحت شعار “القدس تنصرها الهمم”، بالإضافة إلى تنظيم منتدى القدس للمرأة والشباب الفلسطيني، تحت شعار “معا نبني جسور الثقة في المستقبل”.