أبرز الكاتب الصحفي اللبناني، خير الله خير الله بأن المغرب بات موضع ثقة في شأن كل ما له علاقة بتنظيم أحداث وتظاهرات كبرى، موضحا أن اختيار المملكة لاستضافة بطولة أمم أفريقيا تندرج في هذا السياق.
وأضاف الكاتب الصحفي اللبناني في مقال حمل عنوان “أبعد من استضافة المغرب لكأس افريقيا…”، نشرته صحيفة “العرب” اللندنية، اليوم الاثنين، أن هذا الحدث سيمهد من دون أدنى شك لدعم موقف المغرب من تنظيم كأس العالم لكرة القدم مع إسبانيا والبرتغال في سنة 2030.
وأبرز أن “ثمة واقع لم يعد في الإمكان تجاهله، يتمثل في وجود علاقة وثيقة للرباط بمعظم الدول الإفريقية، بفضل السياسة التي اتبعها الملك محمد السادس”.
وتابع أن هناك مصالح مشتركة باتت تربط بين المغرب وإفريقيا منذ عودته إلى الإتحاد الإفريقي في يوليوز 2016 ، أبرزها المشروع العملاق لنقل الغاز النيجيري إلى أوروبا عن طريق المغرب، فضلا عن الوجود المغربي القوي في إفريقيا في مجال المصارف والإتصالات وتقديم الخدمات الطبية والأسمدة والشأن الديني والتعليم والصحة والتكوين.
ولفت خير الله خير الله إلى أنه “من هذا المنطلق، جاء فوز المغرب بتنظيم كأس أمم أفريقيا أكثر من طبيعي، يعتبر الحدث تتمّة منطقيّة للعلاقة التي تنمو يوميا بشكل إيجابي بين المغرب وإفريقيا التي تمرّ معظم دولها بمرحلة إنتقالية تسودها التجاذبات الدولية في ضوء ما تمتلكه القارة السمراء من ثروات باتت محط انظار القوى الكبرى”.
وأكد أنه “لا يتعلق الأمر بالرياضة فحسب، بل يتعلّق بالسياسة أيضا. لم يعد المغرب بفضل ما تحقّق على صعيد البنية التحتيّة مجرد بلد في شمال إفريقيا، بل صار إضافة إلى انتمائه الإفريقي والعربي بوابة لأوروبا إلى القارة السمراء. لم يعد السائح الأوروبي أو الأميركي الذي ينتقل من اسبانيا إلى المغرب، خصوصا عن طريق البحر، يرى فارقا بين البلدين. لا من ناحية الطرقات ولا من ناحية التسهيلات والإجراءات عند المراكز الحدوديّة”.
وشدد على أنه “يمكن إعتبار استضافة المغرب لكأس أمم إفريقيا حدثا عاديا، كما يمكن وضعه في إطار مختلف، يتمثّل إضافة إلى البعد الإفريقي ذي الطابع السياسي للحدث، في تجاوز كارثة الزلزال من جهة وقدرته على متابعة مسيرته التنموية من جهة أخرى”.
وأضاف الكاتب الصحفي اللبناني أنه “لا يدل على ذلك أكثر من تمسك البنك الدولي وصندوق النقد الدولي على عقد مؤتمرهما السنوي، كما هو مقرر أصلا، في مراكش ابتداء من التاسع من أكتوبر، أي بعد أيام قليلة من الآن. بذلت اطراف عدّة معادية للمغرب، متذرّعة بالزلزال، محاولات لنقل المؤتمر إلى مكان آخر ولكن من دون نتيجة”.
وخلص خير الله خير الله إلى أن “القضيّة هي قضيّة ثقة، بات العالم يثق بالمغرب وتجربته واحترام كلّ كلمة تصدر عنه. لو لم يكن الأمر كذلك لما كانت توطدت علاقة المغرب بالدول الإفريقية، التي باتت في معظمها تقف مع وحدته الترابيّة ومع مغربيّة الصحراء”.