أكد وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، محمد صديقي، اليوم الثلاثاء بمراكش، أنه تمت تعبئة كافة مصالح وزارة الفلاحة منذ وقوع زلزال الحوز لتقييم الأضرار المسجلة على مستوى القطاع الفلاحي، ووضع برنامج عمل لتقديم الدعم اللازم للسكان المتضررين، وإعادة تأهيل النشاط الفلاحي وتطويره.
جاء ذلك خلال جلسة عمل حول برنامج تدخل الوزارة مع أعضاء غرفة الفلاحة لجهة مراكش-آسفي، تم خلالها مناقشة تأثير الزلزال على القطاع الفلاحي على مستوى الأقاليم المتضررة والإجراءات التي يتعين اتخاذها لتحقيق الإنعاش الاقتصادي بهذه المناطق.
وأوضح بلاغ لوزارة الفلاحة أن برنامج العمل يشمل المجالين الفلاحي والغابوي، مشيرا إلى أن المحور الأول، الذي يهم البنية التحتية الفلاحية، يتعلق بضمان الولوج وفك العزلة على الضيعات والأراضي الفلاحية عبر استصلاح وإنشاء المسالك الفلاحية القروية، وحماية الأراضي الزراعية من الانجراف عبر بناء الحواجز الصخرية، وكذا استصلاح دوائر الري الصغير والمتوسط، فضلا عن استصلاح السواقي وإنشاء وتجهيز نقط الماء.
أما المحور الثاني، الذي يهم البنية التحتية الاقتصادية الفلاحية، يضيف المصدر ذاته، فيتعلق أساسا بإعادة تهيئة وبناء وتجهيز وحدات التثمين ومقرات التعاونيات، وإعادة تأهيل وبناء المجازر، وكذا إعادة تأهيل الأسواق الأسبوعية والمحلية، فضلا عن تجهيز وتأهيل الحظائر والإسطبلات وملاجئ الحيوانات، فيما يعنى المحور الثالث بإعادة بناء الرأسمال الفلاحي وإنعاش السلاسل الحيوانية من خلال إعادة تكوين الثروة الحيوانية، وتوزيع أعلاف الماشية وإنجاز مشاريع الفلاحة التضامنية، وغيرها من الأنشطة المدرة للدخل.
وبحسب البلاغ، أجرى صديقي، خلال اليوم نفسه، زيارة ميدانية إلى أقاليم الحوز وشيشاوة ومراكش المتضررة من الزلزال، مرفوقا برئيس الغرفة الفلاحية لمراكش-آسفي ووفد مهم من المسؤولين بالوزارة، حيث عاين، على مستوى جماعة آسني بإقليم الحوز، الأضرار المسجلة بوحدتين للتثمين متضررتين جزئيا؛
وعلى مستوى جماعة ثلاث نيعقوب بالإقليم ذاته، قام الوزير بزيارة وحدتي تثمين أنجزتهما المديرية الإقليمية للفلاحة، للاطلاع على الأضرار المسجلة على مستوى هاتين الوحدتين، أولاهما مخصصة لتربية النحل يدبرها اتحاد يضم 307 مستفيدين ومنجزة على مساحة 1300 متر مربع، فيما تهم الوحدة الثانية تعاونية تضم 31 مستفيدا.
وبالجماعة ذاتها، اطلع الوزير على الأضرار التي لحقت بساقية إفوريرن، التي تمكن من سقي 40 هكتارا للفلاحين الصغار، بطول قدره 1571 مترا، حيث يتم استغلال هذه الساقية من طرف جمعية لمستخدمي المياه الفلاحية تضم 50 مستفيدا.
كما تم الوقوف، بالجماعة ذاتها، على الأضرار التي لحقت بساقية جراء الانهيارات الصخرية بدوار تكخت، الذي يعتبر الأكثر تضررا من الزلزال بالإقليم. وتندرج هذه الساقية، التي يبلغ طولها 2000 متر، في إطار مشروع للفلاحة التضامنية بتكلفة إجمالية قدرها 5,8 ملايين درهم، وتمكن من سقي 35 هكتارا من الأشجار المثمرة لفائدة 119 مستفيدا.