أبرزت صحف دولية أهمية قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، القاضي بإصدار مرسوم رئاسي يعترف بمغربية الصحراء؛ مؤكدة أن هذه الخطوة انتصار تاريخي واستراتيجي لعبت فيه الدبلوماسية الملكية دورا بالغا.
وفي هذا الصدد، اعتبرت صحيفة (البيان) الاماراتية اليوم السبت أن اعتراف الولايات المتحدة بسيادة المغرب على صحرائه يعكس النجاح الكبير الذي حققته الدبلوماسية المغربية بقيادة الملك محمد السادس.
وكتبت الصحيفة في مقال بعنوان ”الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء تتويج لنجاح دبلوماسية الرباط”، أن القرار التاريخي للولايات المتحدة بالاعتراف بسيادة المغرب الكاملة على صحرائه “يكرس جميع النجاحات التي حققتها الدبلوماسية المغربية”.
وأضافت الصحيفة، التي أوردت تصريحات لخبراء و محللين سياسيين، أن الأمر يتعلق بـ”قرار تاريخي ومنعطف هام”، مشيرة إلى أن المرسوم الرئاسي الذي أصدره ترامب والقاضي بالاعتراف بالسيادة الكاملة للمملكة على الصحراء المغربية يشكل “مرحلة جديدة في علاقات البلدين”.
ورأت أن قرار الولايات المتحدة فتح قنصلية بالداخلة يأتي لترسيخ الشراكة الاستراتيجية، ويعزز ويجسد الاعتراف بمغربية الصحراء، ويؤكد أنه ”اختيار رصين وينسجم مع قرار حازم من حيث محتواه القانوني والشرعي والسياسي”.
من جهتها، أبرزت الصحيفة الهندية “ذا تايمز أوف إنديا” وجاهة القرار الأمريكي بالاعتراف بسيادة المغرب التامة والكاملة على مجموع صحرائه، مشيرة إلى أن موقف الإدارة الأمريكية سيضع حدا لمناورات “البوليساريو”.
واعتبرت الصحيفة، في تحليل للكاتب الهندي، رودرونيل غوش، أنه “بفضل موقف واشنطن الواضح والنهائي، فإن قضية الصحراء قد حلت إلى حد كبير”.
وكتبت اليومية، ذات الانتشار الواسع، في عددها لليوم السبت، أنه خلال السنوات الأخيرة، حقق المغرب نجاحات دبلوماسية في الدفاع عن وحدته الترابية، والاعتراف من قبل الولايات المتحدة بسيادة المملكة التامة على منطقة الصحراء المغربية بأكملها يأتي ليتوج هذه الاختراقات الدبلوماسية.
وقالت الصحيفة إنه في الواقع، تستند مغربية الصحراء على أسس تاريخية، وسياسية، وقانونية، وتنموية، مضيفة أنه منذ عام 2007، اكتسب مخطط الحكم الذاتي الذي اقترحه المغرب للأقاليم الجنوبية شعبية داخل المجتمع الدولي باعتباره الحل الوحيد الجدي والموثوق لقضية الصحراء.
بدوره، اعتبر الموقع الإخباري “موند أفريك”، اليوم السبت، أن قرار الولايات المتحدة الاعتراف بالسيادة الكاملة للمغرب على الصحراء سيساهم في استقرار المنطقة.
وأكدت وسيلة الإعلام الفرنسية في تحليل بعنوان “إعلان ترامب حول مغربية الصحراء يمكن من استقرار المنطقة”، أن اعتراف الرئيس ترامب بالسيادة المغربية على الصحراء “يعيد ترتيب المعطى الدبلوماسي” و”يساهم في استقرار المنطقة”.
وحسب “موند أفريك”، بموجب هذا الاعتراف الأمريكي “يكون المغرب الذي أحرز خلال السنوات الأخيرة، عدة نقاط ضد الجزائر داخل الاتحاد الإفريقي، قد ظفر بنصر دبلوماسي لا غبار عليه”.
وبالعودة إلى افتتاح قنصلية أمريكية في الداخلة، أكدت “موند أفريك” أن “الإدارة الأمريكية تعتبر ذلك إشارة قوية حول مناخ الأمن والاستقرار الذي من شأنه أن يسود في هذه المنطقة الحدودية بين المغرب وموريتانيا”.
واعتبرت وسيلة الإعلام الفرنسية أنه “على الطريق إلى إفريقيا، يمكن أن انبثاق منطقة سلام وازدهار، بفضل العلاقات الجيدة القائمة بين نواكشوط والرباط منذ تولي الرئيس محمد ولد الغزواني الحكم”، مشيرة إلى أنه يتوجب على الجار الجزائري، ضحية عقدة تطويق، الموافقة على ترك جبهة +البوليساريو+ المندحرة، التي لا يمكنها العيش من دون حمايتها. وهذا ما يفترض إعادة صياغة وطنية جامدة حولت النزاع الصحراوي إلى قضية مقدسة. على حساب حرب دبلوماسية عبثية داخل المنطقة المغاربية.
من جهتها، أكدت صحيفة (إلباييس) الإسبانية، اليوم السبت، أن اعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بالسيادة المغربية الكاملة على الصحراء شكل “أكبر انتكاسة لـ +البوليساريو+ منذ اتفاق وقف إطلاق النار للعام 1991”.
وكتبت الصحيفة واسعة الانتشار أن اعتراف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالسيادة المغربية على الصحراء هو “ضربة موجعة لـ +البوليساريو+”.
وأوضحت (إلباييس) أن المغرب نجح خلال العقود الثلاثة الأخيرة في تعزيز موقفه في المجالات الدبلوماسية والتجارية، وذلك بفضل “تحالفات دولية قوية”.
وسجلت اليومية أنه منذ سنة 2007 حين قدم المغرب للأمم المتحدة مقترح الحكم الذاتي في الصحراء، توقف مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة عن استخدام كلمة “الاستفتاء” في قراراته، وغير ذلك حرفيا واصفا مقترح الحكم الذاتي بـ “ذي المصداقية، البراغماتي والواقعي”.
وقالت (إلباييس) “وبهذه الطريقة، دعمت الأمم المتحدة منذ عدة عقود موقف المغرب من قضية الصحراء”.