اهتمت غالبية الصحف الصادرة يوم الخميس برد الفعل القوي للمغرب على تقرير الخارجية الأمريكية حول حقوق الإنسان، من خلال بلاغ شديد اللهجة لوزارة الداخلية اتهمها بالكذب والافتراء.
ومن بين هذه الصحف التي خصصت حيزا واسعا للموضوع، يومية ” المساء”، التي سجلت أن المغرب صعد من لهجته ضد الخارجية الأمريكية، بعد أسابيع قليلة على توجيه الملك محمد السادس رسائل مشفرة إلى الولايات المتحدة الأمريكية.
وعلقت الصحيفة قائلة إن اللغة القوية والواضحة التي تضمنها بلاغ وزارة الداخلية تؤكد أن مياها كثيرة جرت تحت جسر العلاقات المغربية الأمريكية، خاصة بعد المناورات الأمريكية الأخيرة داخل مجلس الأمن الدولي، خلال مناقشة ملف الصحراء ، شهر أبريل الماضي.
ولم يفت المنبر الرقي ذاته، أن ينوه بانتهاج المغرب خلال الآونة الأخيرة لسياسة خارجية جديدة تقوم على تنويع الحلفاء والشركاء على الساحة الدولية، من خلال الانفتاح على روسيا والصين، على اعتبار أن التنوع مطلوب، لأن وضع البيض في سلة واحدة أظهر أنه ليس الحل الأمثل للتموقع داخل محيط جيوستراتيجي يتقلب بشكل يومي.
وفي الشأن السياسي الحزبي ، تطرقت نفس اليومية إلى تصريح لنبيل بنعبد الله الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، في مدينة سلا، وصف فيه المشهد السياسي المغربي ب”الكارثي”، على حد تعبيره، مشيرا إلى أن قادة عدد من الأحزاب، التي عانت من محاولة الاختراق الداخلي والتفتيت، لا يترددون في التعبير عن تعرضهم لضغوطات كبيرة من أجل معاكسة التجربة الحكومية الحالية، ملمحا إلى حزب الأصالة والمعاصرة.
وعلى ذكر حزب الجرار، أوردت يومية ” الصباح”، أن أمينه العام الياس العماري، رفض أن يكون حزبه قنطرة للوصوليين الطامعين في المناصب بلا كفاءة، مخاطبا أعضاء ” البام” أنه لن يتردد في العمل مع أشد خصومه إذا توفر فيهم شرط الاستحقاق.
ولم يتردد العماري في الرد على سؤال عن احتمال ترؤسه للحكومة المقبلة، وجه له أمس الأول الثلاثاء، خلال لقاء نظمته مبادرة طارق بن زياد بالبيضاء، بأن ذلك ” شرف لاأدعيه، ومكانة لاأدعيها”، موضحا أنه يأمل أن يصدر قانون يمنع الجمع بين قيادة الحزب الحاكم، ورئاسة الحكومة، وأنه لو خير بين الوجهتين لاختار الأمانة العامة ل”الأصالة والمعاصرة”.
وبعيدا عن هموم رئاسة الحكومة، يقضي عبد الإله بنكيران حاليا، فترة عطلة شخصية في بلجيكا، تخلو معها أجندة هذا الأسبوع من أي نشاط رسمي له، بما في انعقاد الاجتماع الأسبوعي للمجلس الحكومي.
مصدر مقرب من بنكيران، قال ليومية ” أخبار اليوم” التي نشرت الخبر، إن الأمر يتعلق برحلة شخصية اصطحب فيها رئيس الحكومة أفراد أسرته، ل”غرض شخصي”، كان مبرمجا منذ مدة، وتأجل عدة مرات.
وعن حقيقة خضوعه لدروس مكثفة في اللغة الانجليزية، قال المصدر نفسه، إن “هذا الأمر صحيح، وسيكون بموازاة مع الرحلة الشخصية، لكن ليس هو الهدف من هذا السفر”.
وارتباطا بانخراط المغرب في محاربة الإرهاب، أوردت يومية ” الأخبار”، من خلال عنوان عريض في شكل ” مانشيت”، أعلى الصفحة الأولى، أنه جرى نقل الإرهابي التشادي ” الداعشي” الملقب ب”أبي الذباح” إلى مدينة السعيدية، في شرق المملكة، والتي شهدت استنفارا امنيا غير مسبوق، بحي ” زرفان”، المعروف لدى سكان المدينة ب”العمارات الزرقاء”.
ورجحت مصادر خاصة باليومية أنه من المرجح أن يكون الإرهابي ” أبو الذباح” قد حل في وقت سابق بمدينة السعيدية، من أجل البحث عن شقة مفروشة للإقامة فيها، واتخاذها قلعة خفية لتنفيذ أعماله الإجرامية، بعد أن يتمكن من التعرف على خريطة المدينة ومعالمها.
وذكرت المصادر ذاتها، أن اختيار مكان الإقامة لم يكن اعتباطيا من طرف الإرهابي المذكور، بل تعمد البحث عن مكان يعد نقطة سوداء لاحتضانه عدة شقق مفروشة، تتخذها بعض المومسات فضاء لاصطياد الزبناء الراغبين في المتعة الجنسية العابرة. وقد كان هدف أبو الذباح كراء شقة مفروشة واستدراج عاهرات لتنفيذ أعمال إجرامية.