أكد السيد محمد الغالي، أستاذ العلوم السياسية، بجامعة القاضي عياض، بمدينة مراكش، ضروروة تفادي أي أزمة حكومية بسبب رسالة السيد محمد بوسعيد وزير الاقتصاد والمالية إلى فريقين في المعارضة، بخصوص ملف أساتذة الغد، التي فجرت صراعا بين عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة، والتجمع الوطني للأحرار.
واعتبر الغالي، في تصريح لموقع ” مشاهد24″، عبر الهاتف، أن رسالة وزير المالية إلى المعارضة مسألة، ماكان لها أن تثير كل هذا الجدل، لو كان الموضوع عاديا، مشيرا إلى أن ملف الأساتذة المتدربين، وما صاحبه من شد وجذب، أصبح شائكا، وبالتالي اتخذ بعدا سياسيا، وبالتالي فإن الجانب التقني انتفى من جواب الوزير، واكتسب تأثيرات سياسية، جعلت رئيس الحكومة، يبادر إلى التعبير عن رد فعله، لتبليغ الرأي الوطني عدم رضاه على سلوك بوسعيد بسبب عدم إخباره.
للمزيد: الأحرار لبن كيران: جواب بوسعيد تقني وبلاغك بطعم انتخابوي
وشدد الغالي على أن العمل الحكومي له ضوابطه وقواعده، ولا يمكن أن يستوي بتدبير مزاجي، مشيرا إلى أن رئيس الحكومة هو الذي يتحمل مسؤولية التنسيق بين كل مكوناتها، في إطار من ربط المسؤولية بالمحاسبة، موضحا أن الحكومة، وفق روح الدستور، يجب أن تكون متضامنة سياسيا .
وأضاف المتحدث ذاته، بما أن رئيس الحكومة هو الذي يسهر على ضمان هذا التضامن، فقد كان يتعين على الوزير السيد محمد بوسعيد أن يخبره بمضمون الجواب المرسل للمعارضة، نظرا لأن الملف شائك، والمسألة تتعلق أساسا بإحداث مناصب مالية، في إطار مشروع قانون المالية، وليس بمرسوم فقط..
وأشار إلى أن المعارضة أعطاها الدستور الكثير من الصلاحيات، وطوقها بالعديد من الأدوار، لتطوير العمل السياسي، وهي تتمتع بالحق في أن تقترح وأن تسأل، وأن تحتج، بل ويمكنها الإطاحة بالحكومة.
وفي تقييم الغالي أن إجراء المعارضة سليم من الناحية القانونية، إلا أن تفاعل الوزير ما كان عليه أن يكون فرديا بذلك الشكل، بل كان عليه أن يستشير رئيسه، حفاظا على التضامن الحكومي.
ومن وجهة نظر أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاضي عياض، فإن تصرف وزير الاقتصاد والمالية يعكس أزمة مطروحة داخل الجهاز التنفيذي، وهي أن “هناك وزراء يمارسون صلاحيات سياسية بعقلية تقنية”.
إقرأ أيضا: حامي الدين يعلق على أزمة بنكيران وبوسعيد حول تشغيل الأساتذة المتدربين
وتساءل الغالي، هل نحن فعلا أمام حكومة سياسية؟وهل كان دخول حزب التجمع الوطني للأحرار للحكومة طوعيا؟ ألاتطرح هذه ” الواقعة” إن جاز التعبير، إشكالية تتلخص في أن التحالف الحالي غير مؤسس على أرضية ايديولوجية معينة؟
ومن موقعه كمتابع لتطورات المشهد السياسي في المغرب، فإنه يرى أن ” زواج التجمع بالحكومة كان مفروضا، بسبب انسحاب حزب الاستقلال، وبالتالي لابد من إيجاد الآليات الإيجابية لتدبير هذا الزواج المفروض”، حسب قوله.
وكخلاصة لهذا النقاش السياسي الذي فجرته رسالة وزير الاقتصاد والمالية إلى فريقين في المعارضة، هما الأصالة والمعاصرة، والاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، دعا الباحث السياسي إلى ضرورة تفادي أي أزمة سياسية في العمل الحكومي، اعتبارا لأن الوقت لايسمح بذلك، “لأن أي أزمة قد تخلق الاعتقاد بأن المغرب غير متلاحم، وقد تستغل في ضرب المصلحة الوطنية، خصوصا في هذه اللحظة، مايفرض على جميع مكوناته أن تبقى متضامنة، لمواجهة التحديات المحيطة به.”
روابط ذات صلة: حديث الصحف: ملف الأساتذة يتفاعل ويهدد بنسف الأغلبية