خلق المغرب الحدث أمس الخميس بانسحاب وفده من الاجتماع السنوي التاسع للجنة المشتركة بين الاتحاد الأفريقي، واللجنة الاقتصادية التابعة للأمم المتحدة، في اثيوبيا، احتجاجا على مشاركة الجبهة الانفصالية ” البوليساريو” في اللقاء، وهو الأمر الذي علق عليه السيد محمد زين الدين، أستاذ القانون الدستوري والعلوم السياسية بجامعة الحسن الثاني بالمحمدية، بأنه نموذج للدبلوماسية الحازمة التي أصبحت تطبع ردود فعل المملكة، داعيا إلى الاستمرار في هذا النهج.
واعتبر زين الدين، في تصريح لموقع ” مشاهد24″، عبر التلفون، أن إقحام كيان وهمي في اجتماع مثل هذا، وفي بعض المؤتمرات الجهوية، يشكل خرقا سافرا لمقتضيات القانون الدولي، مشيرا إلى أن هناك الآن استراتيجية في شكل مؤامرة كبيرة يتم نسجها ضد الوحدة الترابية للمملكة.
للمزيد: الاتحاد الإفريقي يشن حملة ضد المغرب في أروقة الأمم المتحدة
وقال إن هذا الأمر ليس جديدا على الاتحاد الافريقي، الذي دأب بعض أعضائه المتحالفين مع الجزائر على معاكسته في وحدته الترابية، مثل جنوب افريقيا التي ترأس الاجتماع الحالي، في أديس أبابا، والذي يمتد إلى غاية الخامس من الشهر الحالي، لمناقشة ملفات ترتبط بشؤون الهجرة والتصنيع والتكامل، إضافة إلى اتفاق باريس حول المناخ.
وأردف المتحدث ذاته، أن على دبلوماسية المغرب أن تبقى في حالة تأهب في انتظار صدور التقرير السنوي لمجلس الأمن، خلال الشهر الجاري، اعتبارا لكون التطورات الأخيرة تنبيء بأن هناك تصعيدا منتظرا يتم التهييء له، ضمن مخطط خطير ، لا بد من أتخاذ أقصى درجات الحذر نحوه.
وأضاف أن معالم هذا المخطط بدأت تتضح بشكل جلي منذ تصريحات السيد بان كي مون، الأمين العام للأمم المتحدة، عقب زيارته وكريستوفر روس موفده الشخصي إلى الجزائر، ومحادثاته مع حكام الجزائر ومسؤولي البوليساريو .
ولم يفت زين الدين أن يؤكد ضرورة تقديم بان كي مون لاعتذار رسمي للمغرب، بشكل واضح، وبدون أي التباس، عن تلك التصريحات المستفزة، “التي لم تكن مجرد زلة لسان”، داعيا الدبلوماسية المغربية إلى الضغط في هذا الاتجاه.
إقرأ ايضا: الاتحاد الإفريقي منصة الجزائر للهجوم على المغرب
وعند استعراضه لردود الفعل الدولية، التي أعقبت تلك التصريحات، أشاد بما عبرت عنه القوى الدولية الكبرى، وخاصة أمريكا وروسيا وفرنسا، التي اعتبرتها محاولات يائسة لإشعال التوتر في المنطقة، عوض الحفاظ على الأمن والسلم والاستقرار، ” وذلك لكون هذه الدول تعرف جيدا خلفيات هذا النزاع المفتعل” .
كما أن العديد من الدول الإفريقية، يضيف زين الدين، أصبحت اليوم وأكثر من أي وقت مضى مقتنعة بمشروعية الوحدة الترابية، التي لا يمكن أبدا أن تكون محل نقاش، وذلك بفضل زيارات الملك محمد السادس لبعض دول القارة، والتي تتسم بالتعاون والتكامل الاقتصادي.
وأكد أن المغرب استطاع، بفضل هذه السياسة، أن يبني روابط قوية مع العديد من الدول الإفريقية، ضمن علاقات جنوب ـ جنوب، وقد أعطت ثمارها المرغوبة ونتائجها المطلوبة، في إطار من الاحترام التام للشرعية الدولية، بخلاف الجارة الجزائر، التي تنطوي تحركاتها الخارجية على “توجهات استعمارية”، على حد قوله.
ووصف ماتقوم به الجزائر من دعم للبوليساريو بأنه مجرد واجهة تحاول أن تخفي وراءها غرضها الأساسي وهو التوسع الاستعماري، وحب الهيمنة والزعامة الوهمية والسيطرة على المنطقة، في معاكسة تامة لحلم الشعوب المغاربية في التكتل وبناء المستقبل على أسس من التعاون اقتصاديا واجتماعيا.
روابط ذات صلة: نائب أوروبي: تعيين الاتحاد الإفريقي ل” مبعوث خاص” للصحراء تقويض لجهود الأمم المتحدة