إذا كان المواطنون المغاربة منشغلين اليوم بتداعيات الساعة الإضافية، وانعكاساتها السلبية على حياتهم اليومية، فإن زعماء الأحزاب استسلموا لضغط الزمن الانتخابي الذي بدأ يلوح في الأفق، معلنا عن اقترابه، وباتوا في عجلة من أمرهم، خوفا من أن يفوتهم الركب في الالتحاق بالتحالفات المستقبلية .
إن غالبية التحركات السياسية التي رصدتها الصحف الصادرة لنهار الثلاثاء تصب في هذا المنحى، ومن آخر الأخبار، التي نشرتها يومية” أخبار اليوم”، أن حزب الحركة الشعبية غادر المنطقة الرمادية في التقاطبات السياسية الجارية حاليا بالمغرب، والتحق بالجبهة التي يشكلها حزبا العدالة والتنمية والتقدم والاشتراكية.
للمزيد:بنكيران: نريد انتخابات تشريعية في المستوى المطلوب
فقد عقدت قيادة الحركة الشعبية، ممثلة في الأمين العام أمحند العنصر، ووزراء الحزب في الحكومة، نهاية الأسبوع الماضي بطلب منها، لقاء مع قيادة العدالة والتنمية، ممثلة في رئيس الحكومة، السيد عبد الإله بنكيران، ووزير العدل والحريات، مصطفى الرميد، عبرت من خلاله عن حرصها على الاصطفاف إلى جانب الحزبين.
وتحت عنوان ” ماتسامحش فيا”، أوردت يومية ” الصباح” في قلب صفحتها الأولى، لقطة ضاحكة لصلاح الدين مزوار، رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار، وهو يمسك بذراع بنكيران، وكأن العنوان يشير إلى ما يجوس به خاطر زعيم حزب الحمامة من أمل في البقاء في حضن الحكومة الحالية.
ومما جاء في التعليق على الصورة، إن من رأى مزوار، رئيس الأحرار، في المجلس الوطني للحزب بتمارة، في فبراير الماضي، والمدفعية التي وجهها ضد بنكيران، يتفاجأ بالتحول الذي طرأ في ما بعد، فمن نعوت الخيانة والهيمنة والتحكم، إلى التمسك بذراع زعيم ” البيجيدي”، فيما يشبه مقولة:”ماتسمحشي فيا”، بينما ابتسامة بنكيران بمثابة رد لايخلو من قفشات بعبارة” وأطلق مني”.
إقرأ ايضا:حزب مزوار يخلق المزيد من المتاعب لعبد الإله بنكيران
وختمت الصحيفة تعليقها بالقول التالي وكانها تطلق حكمة: “في السياسة، لا تصدق احدا، ولا تكذب احدا، واكتف بالتفرج، فالفرق بين العداوة والصداقة يخضع لحسابات الصناديق”.
ومن ” الصباح” إلى يومية ” المساء”، التي نسبت إلى السيد محمد نبيل بنعبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، المشارك في الحكومة، تصريحا مفاده أن المواطنين المغاربة سوف يجددون الثقة في ” تجربة الصدق التي قامت على علاقة متينة على الأقل بين حزب التقدم والاشتراكية والعدالة والتنمية”.
وكان بنعبد الله يتحدث في افتتاح الجمع العام التأسيسي للجمعية الديمقراطية للمنتخبين التقدميين، أمس الأحد بمدينة الصويرة، مضيفا أن الحكومة التي يوجد على رأسها بنكيران، عرفت منذ انطلاقتها محاولات لإجهاض تجربتها، ووصلت إلى حد السعي للإطاحة بها، بخروج حزب الاستقلال منها.
وفي أول خروج إعلامي له، عبر جريدة ” الأخبار”، أكد السيد مولاي حفيظ العلمي، وزير الصناعة والتجارة والاستثمار والاقتصاد الرقمي، في حكومة بنكيران، أنه لن يترشح للانتخابات، وعبر عن اعتقاده بأن العمل في الحكومة يجب أن يكون بناء على تنويع الخبرات، من خلال الاعتماد على أشخاص لديهم خبرة مهمة في السياسة، وأشخاص ذوي خبرة في مجال الاقتصاد، وأنا بدون شك من النوع الثاني، من الذين لهم خبرة في مجال الاقتصاد، واعتقد أنه إذا كان بإمكاني أن أقدم لبلدي خدمة في هذا المجال سأقوم بها”.
روابط ذات صلة: تطورات مثيرة في صفقة شركة مولاي حفيظ العلمي مع الدولة