لم يتمكن السيد بان كي مون، الأمين العام للأمم المتحدة، من استكمال برنامج زيارته إلى مخيمات تندوف فوق التراب الجزائري، بسبب الأحداث التي شهدتها المخيمات بالتزامن مع الزيارة، إثر منع مليشيات ” البوليساريو” لمجموعة من الصحراويين من تسليم رسالة إلى الأمين العام، تندد بظروف العيش داخل المخيمات تحت قيادة الجبهة الانفصالية.
وأفادت مصادر مطلعة، حسب مانشرته يومية ” الأخبار” في عددها الصادر ليوم الاثنين، بأن بان كي مون، وصل أمس السبت، إلى ما يسمى مخيم ” السمارة” قادما إليها من مطار تندوف على متن طائرة مروحية تابعة للأمم المتحدة.
وأثناء خروج بان كي مون من المطار، متوجها في موكب، مرفوقا بميليشيات عسكرية مسلحة، إلى مدرسة 17 يونيو، وقعت احتجاجات لمحتجزين صحراويين بعدما حاول مجموعة من الشبان تسليمه رسالة احتجاجية حول وضعية المحتجزين داخل المخيمات، ما اضطر الأمين العام الأممي إلى العودة من حيث أتى، دون الوصول إلى المدرسة.
واضاف المصدر ذاته، أنه أثناء اندلاع الاحتجاجات وتدخل المليشيات المسلحة وعناصر من الدرك التابع لقيادة الجبهة، التحق بالمحتجين صحراويون ينحدرون من فخذة ” سواعدة” من قبيلة ” الركيبات”، التي تعد من أكبر القبائل الصحراوية، والذين كانوا بدورهم يخوضون احتجاجات على بعثة ” المينورسو” التي صدمت إحدى سياراتها المرافقة للموكب طفلة كانت مع أقاربها، حيث قام بعض المحتجين بمهاجمة الموكب بالحجارة ، ما اضطر الأمين العام للأمم المتحدة إلى إلغاء لقائه مع الشبان الذين اختارتهم قيادة الجبهة، وقرر مغادرة المكان على متن المروحية في اتجاه منطقة ” الرابوني”.
إلى ذلك، وبعيدا عما نشرته اليومية المذكورة، فإن ما أثار انتباه الملاحظين والمتتبعين لتطورات قضية الصحراء التي افتعلها النظام الجزائري، منذ أكثر من أربعين سنة، هو انسياق الأمين العام للأمم المتحدة، وراء أكبر اكذوبة في التاريخ، اخترعها حكام قصر المرادية، ألا وهي ما يسمى ب”الشعب الصحراوي”، إذ نسب إليه تصريح يدعو فيه إلى ” تقرير المصير للشعب الصحراوي”.
والواقع أن هذا افتراء على التاريخ، وعلى الحق والمنطق، فليس هناك أي شعب صحراوي، بل هناك مواطنون صحراويون مغاربة، البعض منهم يعيش في أمن وأمان في الأقاليم الجنوبية، والبعض منهم يعيش محتجزا في مخيمات في تندوف، تنعدم فيها أبسط شروط الحياة، ولو رفعت الحواجز من طريقهم لعادوا إلى حضن الوطن معززين مكرمين، مثل باقي إخوانهم المغاربة.
للمزيد:بان كي مون يريد استئناف المفاوضات بين المغرب والبوليساريو
لقد قدم المغرب كل ما في وسعه من أجل استتباب الأمن والسلم في المنطقة، وإيجاد حل عملي ومنطقي لقضية الصحراء، من خلال مخطط الحكم الذاتي، الذي أشاد به الجميع، كمدخل إلى نزع فتيل التوتر المصطنع في المنطقة.
ولا مجال، إذن، والحالة هذه، ترديد مصطلحات وهمية لا وجود لها إلا في أذهان مخترعيها، مثل أكذوبة ” الشعب الصحراوي”، وبالتالي لا يمكن الاستناد عليها أبدا كأساس لحل قضية الصحراء.
ويكفي بان كي مون أنه شاهد عن كثب، أمس السبت، انهيار هذه الأكذوبة التي لا يمكن لها أن تصمد أمام شمس الحقيقة الساطعة في الصحراء، من خلال أحداث الشغب والفوضى التي تزامنت مع زيارته، والتي تفضح إدعاءات أعضاء حكومة الجزائر وقيادة الجبهة الانفصالية وبهتان مزاعمهم.
ولو أمكن لهؤلاء المحتجين من الصحراويين المحتجزين في مخيمات تندوف الاقتراب من بان كي مون، وتمكينه من رسائلهم لتأكد بنفسه أن كل ما تروج له الجزائر وصنيعتها جبهة البوليساريو، مجرد أكاذيب وافتراءات، آن الأوان للمجتمع الدولي أن يدرك خلفياتها، ويتصدى لصانعيها ومروجيها ممن يحترفون تزوير الحقائق ويسعون للإثراء من وراء المساعدات الإنسانية.
روابط ذات صلة:بان كي مون يؤجل زيارته للمغرب حتى يوليوز المقبل