مجلة فرنسية تنتقد “سلبية” الدول العربية تجاه خطر “داعش” ليبيا

سعد الدين لمزوق
2016-03-18T10:06:49+00:00
المغرب الكبيرسياسة
سعد الدين لمزوق23 فبراير 2016آخر تحديث : منذ 8 سنوات
مجلة فرنسية تنتقد “سلبية” الدول العربية تجاه خطر “داعش” ليبيا
مقاتلو الفرع الليبي لتنظيم "داعش"

نشرت مجلة “لوبوان” الفرنسية مقالا تضمن انتقادا للدول العربية على موقفها “السلبي” تجاه الخطر المتنامي لتنظيم “داعش” في ليبيا.

كاتبة المقال، ميراي دوتيل، بدأت ما أسمته المجلة تحليلا للموضوع بالتلميح إلى أن الأطراف الغربية، على رأسها الولايات المتحدة التي شنت ضربات جوية ضد أهداف “داعش” و”القاعدة” في ليبيا، وفرنسا وبريطانيا وإيطاليا، مهتمة أكبر بمواجهات خطر الجماعات المتطرفة هناك.

وأضافت الكاتبة أن العواصم الغربية تخشى من تداعيات تدخل عسكري محتمل في ليبيا، حيث ستنظر إليه الساكنة المحلية على أنه “غزوة صليبية” جديدة، وأن سقوط ضحايا مدنيين سيؤجج من حنق السكان على الغرب ويدفع مزيدا من الشباب للانخراط في صفوف الجماعات المتطرف، وبالتالي فإن هذا الحل سيكون أسوأ من الوضع الذي تعيش ليبيا بوجود ما بين 3000 و5000 مقاتل، أغلبهم أجانب، في صفوف “داعش” فوق أراضيها.

في ظل هذا الوضع، تساءلت ميراي دوتيل لماذا لا يتدخل العرب لمحاربة تنظيم “داعش” في ليبيا؟ لكن الصحفية الفرنسية سرعان ما تداركت لتقول أن ذلك لن يتم.

واعتبرت دوتيل أن الاقتراح الذي سبق أن تقدمت به مصر لإنشاء جيش عربي لمحاربة الإرهاب سيظل حبرا على ورق لأن لكل مأربه الخاص من وراء قوة مشتركة كهاته. فالقاهرة ترى فيه وسيلة للقضاء على المسلحين الإسلاميين فوق أراضيها في سيناء، والرياض تريد أن تجعل منه سلاحا لفتح جبهة جديدة ضد إيران، خاصة في اليمن.

إقرأ أيضا: بموجب أي قانون تشن الطائرات الأمريكية غارات ضد ليبيا؟

وبخصوص ليبيا، اعتبرت الصحفية أن أيا من دول الجوار الليبي العربية لن تقدم على تدخل عسكري في ليبيا ضد “داعش”، أما دول الساحل الحدودية فتعوزها الإمكانيات للإقدام على خطوة مشابهة. بالمقابل، فإن ما يغيب في الدوليتين العربيتين الكبيرتين على شرق وغرب ليبيا، أي مصر والجزائر، فهو الإرادة السياسية، تضيف دوتيل.

فمصر، التي لديها الإمكانيات العسكرية للتدخل في ليبيا، معنية أولا بمحاربة “داعش” في سيناء وهو ما تتعثر فيه لحد الساعة، لكن ذلك لا يمنعها من دعم الجنرال خليفة حفتر، الذي يمثل الجناح العسكري المناهض للإسلاميين في ليبيا.

أما الجزائر فتلك قصة أخرى، تقول الصحفية، حيث يحكمها منذ 1962 مبدأ عدم التدخل العسكري خارج الحدود. لكن الجزائر تجمعها حدود مع ليبيا تمتد على طول 700 كلم وتشكل معبرا لمرور الجماعات المسلحة حيث تمكن رجال مختار بلمختار في يناير 2013 من مهاجمة المنشأة النفطية بمنطقة عين أميناس في الجنوب الجزائري.

من جهة أخرى، تخشى الجزائر بدورها تبعات تدخل عسكري أجنبها على أمنها الداخلي وهو ما جعلها تعلن أكثر من مرة عن رفضها لمثل هذا التدخل.

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق