أثارت افتتاحية كتبها توفيق بوعشرين، مدير نشر جريدة “أخبار اليوم المغربية”، تحت عنوان “ماذا بعد وصول ابن مربية الدجاج إلى قيادة البام؟”، في تعليق له على انتخاب السيد إلياس العماري، رئيس جهة طنجة ـ الحسيمة، أمينا عاما لحزب الأصالة والمعاصرة، موجة من الاحتجاج ضده في مواقع التواصل الاجتماعي، وخاصة في الفايسبوك.
كثيرون اعتبروها شتيمة جارحة وتحقيرا وتنقيصا من قيمة الوالدة، ومن كرامة المرأة المغربية البدوية التي استطاعت، رغم أميتها وظروفها الصعبة، أن تربي أجيالا وصلت إلى مواقع المسؤولية.
وانبرى رواد الفضاء الأزرق للدفاع عن والدة العماري، بما في ذلك أولئك الذين يختلفون معه، ولايقاسمونه نفس القناعات والرؤى السياسية، معتبرين أن عنوان الافتتاحية يتعمد الإساءة عن سبق إصرار وترصد، نظرا لدوافع وخلفيات سياسية لكاتبها، تميل نحو جهة عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة، الخصم الشرس لالياس.
وتفاعل مع عنوان الافتتاحية بشكل انتقادي حاد إعلاميون وشعراء وناس بسطاء ومسؤولون سابقون، وضمنهم ، على سبيل المثال لا الحصر، جمال أغماني، وزير الشغل في حكومة عباس الفاسي، الذي كتب على حائطه الفايسبوكي:” معذرة سي توفيق..شخصيا كنت وسأظل أعتز بجذوري، وبمهنة أبي الشريفة، كسائق طاكسي، وأمي ربة البيت، افتتاحيتك إساءة كبيرة لكل الأمهات المغربيات والمرأة ولجذورنا”.
نعيمة فرح، برلمانية عن حزب التجمع الوطني للأحرار: ” بعض الصحافيين المحسوبين على الصحافة، في انتقادهم للبعض، ينزلون أسفل سافلين، لهؤلاء أقول :”أمي مربية وبائعة دجاج، ونساجة”، معبرة عن الافتخار بها.
فاطمة الحساني، الإعلامية بوكالة الأنباء المغربية:” ماكان عليه أن يتحدث عن سيدة فاضلة وبسيطة لاتعرفه ولا يعرفها، ولا علاقة لها بما يعتمل في الساحة السياسية”.
جمال الموساوي، شاعر: ” نحن أبناء البادية، نعرف معنى أن نكون أبناء مربية الدجاج..”
للمزيد:العماري أمينا عاما للأصالة والمعاصرة خلفا للباكوري
مقابل هذه الموجة من التهجمات، استغرب الإعلامي حاتم البطيوي، للحملة ضد بوعشرين، موضحا أن سبب استغرابه يكمن في أن لديه قناعة أن العماري لن يغضبه الحديث عن والدته، ووصفها بانها مربية الدجاج : “وذلك لسبب واضح هو انني اجريت معه حوار شاملا في جريدة” الشرق الاوسط ” يوم 28 اكتوبر 2014 ، وقال فيه ردا على سؤال : من انت باختصار ؟
فكان جوابه ” انا الياس العماري ، ابن فقيه في قبيلة غير نائية ، وخديجة مربية الدجاج والبقر . أمارس من موقعي قناعات ما قلت يوما انها قناعات احد غيري …….”.
وختم البطيوي تدوينته على الفايسبوك بقوله إن “الياس يفتخر بانه ابن فقيه .. وابن مربية الدجاج والبقر ايضا .ويبدو ان بعض من تحمسوا بشان ما كتبه بوعشرين ، يحتقرون في وعيهم الشقي مهنة تربية الدجاج والبقر ، وكأنها مهنة دونية . ”
عمر أوشن، وهو ايضا إعلامي معروف ينتمي إلى شمال المغرب، قال أيضا، إنه لم يفهم تأويل مربية دجاج بالطريقة التي تروج الآن هنا، والضجة المثارة حاليا، واصفا التعبير بأنه عاد جدا.
وقال بالحرف:” لا اعتقد أن توفيق ذهب به الخيال الى كل هذه الاستعارة للتحقير؟؟
لا اعتقد أبدا، ” مذكرا في نفس الوقت بأن “أمهاتنا مربيات دجاج جميعهن تقريبا “.
ورغم كل ذلك، اعتبر بعض رواد الفايسبوك ” أن العبارة لم تكن بريئة ، مادخل أمه في توليه قيادة الحزب؟”، حسب بعض التدوينات الغاضبة.
كاتب المقال، و امام هذا الضغط، سارع إلى تغيير عنوان الافتتاحية على موقعه الاليكتروني، بعد أن خط كلمة تضمنت الاعتذار بين سطورها، مضيفا أن عبارة ” إبن بائعة الدجاج ليس عبارتي، بل وصف قاله إلياس العماري نفسه، ولم يكن في نيتي استعماله في سياق قدحي”.
وفي خضم كل هذه التجاذبات، رفض العماري الرد على هذه الحملة، مكتفيا بالقول:” لاتعليق لي”، وكأنه يربأ بنفسه عن الخوض في هذا الموضوع، الذي يبدو أنه مرشح لمزيد من التفاعلات.
روابط ذات صلة:الملك محمد السادس: العماري مشهود له بالكفاءة والخصال الإنسانية