عوض أن يعتذر لضحاياه أو يراجع ضميره في هدوء، أطلّ الصحافي توفيق بوعشرين، بعد العفو الملكي السامي، عبر صفحته الاجتماعية “فيسبوك” بتدوينة وجّه من خلاله سهام نقده لمن وصفهم بـ”حاملي السيف” الذين طعنوا فيه وفي أسرته، فيما رمى الورود على أصدقائه ومحبيه.
بوعشرين، وهو يغبط نفسه بمناسبة استفادته من العفو الملكي السامي، تذكر في تدوينة، اليوم الأربعاء، الأصدقاء والأحباء وحتى “الأعداء”، لكنه لم يخصص ولو جملة واحدة لضحاياه الكثر لطلب الصفح والمغفرة، متناسياً أن المنطق القانوني للعفو الملكي السامي لا يعني “صك البراءة” عن الماضي، واستشراف حصانة للمستقبل.
وعلى ما يبدو أن بوعشرين والذي ينعم الآن بنسيم الحرية وسط أفراد أسرته نسي معاناة الضحايا اللواتي أساء لهن، مستغلا سلطته الاعتبارية لإخضاعهن لنزواته “المجنونة”.
كان من الأجدر ومن باب الاتزان والمنطق، أن يلتفت بوعشرين – الذي استفاد من عفو ملكي خلال احتفالات عيد العرش – صوب ضحاياه، ولو بكلمة اعتذار أو إيماءة ندم. لكن بوعشرين اكتفى فقط بنثر عبارات الشكر على الأصدقاء وانتقاد “الأعداء” الذين وصفهم بـ”المأجورين”.
وتبجح بوعشرين بكون أن “هذه الفرحة العارمة التي عمت المغرب بالعفو الكريم على ثلاثة صحافيين” هو أحسن رد عليهم.
يجب على بوعشرين أن يدرك أن الآلام ما تزال تسكن قلوب ضحاياه، وأن اختيار سلاح الهجوم من أول إطلالة “فيسبوكية” خطوة غير مدروسة قد تجلب إليه المزيد من المتاعب، فحتى الذين لم يباركوا له الإفراج، هاجمهم بضغينة، رغم أنهم لم يأكلوا لحمه، بقدر ما قاموا بواجبهم المهني.
على العموم فمظالم الناس لا تسقط بالعفو، ولا تتقادم بمرور الزمن، ولا تُكفّر عنها المقالات والافتتاحيات والتغريدات في “السوشل ميديا”!
وقال بوعشرين في تدوينته: “شكرا لكل من حضر أو اتصل للتهنئة، وعذرا للآلاف ممن لم أتمكن من الرد على مكالماتهم أو رسائلهم، ولا مؤاخذة على الذين لم يجدوا ما يكفي من ماء الوجه للظهور أمامي، فحتى الخوف ونكران الصداقة والزمالة حق من حقوق الإنسان”.
ووجه بوعشرين رسالته للذين هاجموه قائلا: “أما من حمل السيف بالأمس وأمعن في طعني وطعن أسرتي حتى قبل نزول الحكم فهذا جزء من عملهم الذي يؤجرون عليه، وردي عليهم هو هذه الفرحة التي عمت المغرب كله بالعفو الكريم عن الصحافيين الثلاثة …”.