بقرب موعد الانتخابات التشريعية التي تكتسي أهمية كبيرة، يحاول كل حزب التركيز على نقاط قوته والترويج لها كلما سنحت الفرصة، كما تترصد أحزاب أخرى أخطاء وعثرات الغير، مثبتة بذلك أنها الأفضل والأحق بالظفر بأصوات المغاربة.
ومن بين المشاكل التي تحدث رجة داخل الأحزاب، هي الانشقاقات التي تكشف عن عدم قدرة هذا الحزب أو ذاك عن التواصل بين أعضائه والتنسيق بينهم، وبالتالي تهتز صورة هذه الأحزاب لدى المواطن، وتفقدها حيزا كبيرا من الثقة.
الانشقاقات، طالت خلال الفترة الأخيرة، أغلب الأحزاب التي بصمت المشهد السياسي المغربي منذ عقود، مثل الاتحاد الاشتراكي، الذي انشق عنه عدد من أعضائه البارزين، على رأسهم طارق القباج، وأسسوا البديل الديمقراطي.
الاستقلال كذلك، خرج من رحمه تيار ”بلا هوادة” بقيادة عبد الواحد الفاسي، وأثر ذلك كثيرا في كيان الحزب، ماجعل حميد شباط الأمين العام، يخطو مؤخرا نحو مصالحة من شأنها ترميم البيت الداخلي للحزب التاريخي.
والحركة الشعبية، أيضا شهدت ولادة ”حركة تصحيحية” قادها أوزين أحرضان، هدفها تغيير القيادة الحالية لإخراج الحزب من وضع لم يعد يليق بتاريخه.
لكن من الأحزاب التي استطاعت الحفاظ على وحدتها، حزب رئيس الحكومة ”العدالة والتنمية” الذي يلعب حاليا بورقة ”الانشقاقات” لصالحه، إذ اغتنم سعد الدين العثماني القيادي بالحزب، فرصة انعقاد الدورة العادية للمجلس الوطني، ليبرز أن قوة حزبه تكمن في وحدته، إذ لم يشهد أي ”تمزقات” على حد تعبيره.
ونوه رئيس المجلس الوطني، ب”المناعة” التي يتمتع بها ”البيجيدي”، قائلا” نقط قوة الحزب هي مرجعيته واليقظة التي يتحلى بها أعضاؤه وتمسكهم بوحدة الحزب، ومن هنا أطمئن الجميع أن القيادة على قلب واحد ولا تستمعوا لبعض الأخبار والتكهنات، فرغم وجود اختلاف في الآراء ليس هناك صراع، لأن وحدة الحزب بالنسبة إلينا في المقام الأول”.
وأضاف ”هناك تمزقات في مجالس وطنية للأحزاب، لكن بالنسبة لحزبنا لم يعرف ذلك، وهنا يكمن تميزنا”.
إقرأ أيضا: وهبي: العدالة والتنمية يستمد شرعيته من الأصالة والمعاصرة !!