”حزب الاستقلال يحتل الصدارة في انتخابات مجلس المستشارين بحصوله على أكبر عدد من المقاعد”، خبر فاجأ العديد من متتبعي المشهد السياسي المغربي، خصوصا خلال فترة المسلسل الانتخابي الذي انطلق بانتخابات الغرف المهنية.
حزب شباط ضمن 24 مقعدا في مجلس المستشارين، متفوقا بذلك على حزبي الأصالة والمعاصرة والعدالة والتنمية اللذان حلا في المرتبتين الثانية والثالثة بحصولهما على 23 مقعدا و12 مقعدا على التوالي حسب معطيات وزارة الداخلية، فكيف تمكن من تحقيق ذلك وهو الحزب الذي مني بهزيمة غير مسبوقة خلال اقتراع 4 سبتمبر؟
قبل الجمعة 2 أكتوبر 2015، يوم إجراء انتخابات مجلس المستشارين كانت كل الآراء ترجح كفة حزب الأصالة والمعاصرة في الظفر بأكبر عدد من المقاعد بناء على عدة معطيات، أبرزها تفوق هذا الأخير في انتخابات الغرف المهنية ثم انتخابات الجهات والجماعات، لكن الصناديق التي فتحت بعد السادسة مساء من ذات اليوم منحت الاستقلال التفوق، فكيف حصل ذلك؟
بالرجوع إلى مرحلة مابعد نتائج اقتراع 4 سبتمبر وخصوصا فترة تكوين التحالفات، نكتشف أن عدة تطورات حصلت يمكن أن تكون لعبت لصالح حزب حميد شباط في انتخابات مجلس المستشارين، من بينها أن كيان الأغلبية اهتز نوعا ما بسبب تمرد ”الأحرار” الذين وضعوا يدهم في يد ”البام” ومنحوه رئاسة العديد من الجهات، الأمر الذي لم يرق البيجيدي وجعله يعيد النظر في التعامل مع حلفائه.
من جهة أخرى شباط أعلن في الفترة الأخيرة تحوله من المعارضة إلى المساندة النقدية لحكومة بن كيران، وطلب ود حزب هذا الأخير من خلال التصويت لصالح مرشحه ادريس الأزمي في انتخابات عمودية مدينة فاس ”معقله”.
فبالتالي يبقى احتمال أن يكون حزب العدالة والتنمية، صوت في الجهات الخمس التي لم يقدم فيها مرشحين لصالح الاستقلال واردا بقوة، مامكن هذا الأخير من احتلال الصدارة في انتخابات الغرفة الثانية للبرلمان التي أصبح يتمتع أعضاؤها بصلاحيات واسعة بعد تعديلات أجريت في ظل دستور 2011.
إقرأ أيضا: “الاستقلال” يدخل سباق المنافسة على رئاسة مجلس المستشارين