في تونس حدثت ثورة.. ولم تحدث تنمية

مضى على الثورة التونسية أكثر من أربع سنوات، وكانت هي شرارة الربيع العربي؛ خصوصاً بعد التراجع الاقتصادي الكبير في تونس، وأصبح بوعزيزي النموذج العربي للإنسان الفقير والمظلوم بالفساد في دولته.. لكن بعد هذه السنوات لا نرى أي تقدم أو تطور في تونس، يكفي أن أقول بأن معدل العاطلين ارتفع عما قبل الثورة حيث تجاوز 15%، والسبب الصعوبات الاقتصادية التي لم تعمل الدولة إلى الآن على إصلاحها، وتونس تواجه الآن الإرهاب الذي يهدد النشاط السياحي الذي يشكل 7% من اقتصادها، حيث وصل عدد السياح العام الماضي إلى 6 ملايين سائح.
الإدارة الحالية لتونس تدرك أهمية الاقتصاد بدليل كلمة الرئيس التونسي الذي وصف الفقر بأنه سبب الإرهاب، لكن القضاء على الفقر يطلب إصلاحات أساسها مرونة القوانين ومشاركة الدولة الاستثمارية وتشجيع الاستثمارات الخارجية وتطوير الأنظمة لتفادي ظهور الاقتصاد الخفي.. والحقيقة للأسف لا نرى تغيرات جوهرية تمس هذا الجانب، إلى الآن الاستثمارات الأجنبية تجد صعوبات في الاستثمار بأغلب القطاعات المهمة، وتقدر إحدى الدراسات أن نسبة 30% من العاملين في القطاعات غير الزراعية هي غير نظامية، وبالتالي تعيش في اقتصاد الظل ولا ترصدها الدولة، والسبب يعود للأنظمة غير المرنة.
لا شك أن تونس تواجه تحديات أخرى وهي صعوبات في شراكاتها التجارية الخارجية مثل الانهيار الاقتصادي لليبيا بسبب الفوضى والركود الاقتصادي في أوروبا، لكن هذا لا يبرر النمو المحدود الذي لم يتجاوز 2.2% العام الماضي.
تونس ثارت على ابن علي، ولكنها لم تثر على الأفكار والمدرسة الاقتصادية الفرنسية القديمة، على تونس النظر إلى تجربة سنغافورة وهونغ كونغ عبر فتح الأبواب للاستثمار وتسهيل الإجراءات، وألا يكون الإضراب عن العمل من (بطولات) نقابات العمال لبلد يملك ثروة بشرية وتعليمية يندر وجودها في العالم العربي.

*كاتب صحفي/”الرياض”

اقرأ أيضا

العياشي زمّال

تونس.. حكم قضائي جديد بحق المرشح الرئاسي العياشي زمال

أصدرت محكمة تونسية حكما جديدا بالسجن 5 سنوات بحق المترشح للانتخابات الرئاسية الأخيرة، في القضية …

تونس

تونس.. إدانات لحكم صادم بسجن نائب رئيس النهضة بسبب “منشور وهمي”

توالت الإدانات في تونس لحكم قضى بسجن القيادي البارز بحركة النهضة نور الدين البحيري 10 سنوات بتهم "التآمر، وتدبير الاعتداء المقصود به تبديل هيئة الدولة، وحمل السكان على مهاجمة بعضهم بعضا، وإثارة الهرج".

الأنتربول

ضمنها المغرب.. “الإنتربول” يوقف 66 شخصا في عملية لمكافحة الإرهاب نسقها في 14 دولة

أسفرت عملية واسعة النطاق لمكافحة الإرهاب، نسقتها منظمة الشرطة الجنائية الدولية “الإنتربول” بـ 14 بلدا، من بينها المغرب، عن توقيف 66 شخصا وضبط محجوزات مهمة وتحديد هوية 81 شخصا يشكلون موضوع أوامر بإلقاء القبض.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *