النظام العربي إلى أين؟

بقلم: د. فهد الفانك*

تعود نشأة النظام العربي الحديث إلى عام 1945، عند تأسيس جامعة الدول العربية التي تمثل الولادة الرسمية للنظام العربي الحالي، ابتداءً بسبع دول عربية مستقلة أو شبه مستقلة، وصولاً إلى شمول 22 دولة الآن.
كان المفروض أن تكون الجامعة نقطة الانطلاق باتجاه تحقيق الوحدة العربية، ولكن ذلك لم يحصل، مما فتح الباب لبعض التساؤلات العميقة:
هل قامت الجامعة كخطوة في طريق الوحدة العربية باعتبارها شكلاً من أشكال الوحدة الكونفدرالية القابلة للتطوير، أم أنها قامت لتكريس المحافظة على الكيانات القطرية، شأن أي نظام إقليمي آخر في أميركا اللاتينية أو الشرق الأقصى؟.
وهل شجع الانجليز فكرة الجامعة العربية من قبيل التفهم للفكرة العربية والتعاطف معها وكتعويض عن خيانتهم لعهودهم تجاه الثورة العربية الكبرى التي قامت في المشرق العربي قبل ذلك بنحو ربع قرن، أما أنها مجرد تنسيق للمناطق الواقعة تحت نفوذهم، لحماية هذا النفوذ من الأطماع الفرنسية والأميركية والسوفييتية؟.
لم يقم النظام العربي على أساس جغرافي بحت، وإلا لكان قد شمل إسرائيل، بل قام على أساس قومي أي بين شعوب يجمع بينها التاريخ واللغة والمصالح والمخاطر المشتركة.
تعرض النظام العربي خلال سبعة عقود لاختبارات وتحديات عديدة لم ينجح في مواجهتها مثل قرار تقسـيم فلسطين (1947)، محاولة منع قيام إسرائيل بالقوة (1948)، الانقلابات العسكرية في معظم الدول العربية، الدفاع العربي المشترك (1950)، الحروب العربية الإسـرائيلية الستة، احتلال العراق للكويت (1990)، الحرب العراقية الإيرانيـة (ثماني سنوات)، حرب أميركا على العراق مرتين (1991-2003)، وأخيراً وليس آخراً الثورة الهوجاء التي أطلق عليها اسم الربيع العربي، والفوضى العارمة في سوريا والعراق وليبيا واليمن.
هناك عدم توازن في بنية النظام العربي، فالكثافة السكانية في جهة والثروة البترولية في جهة أخرى، ولم يحقق النظام التكامل المنشود لصالح الجميع، الأمر الذي جعل الوطن العربي منطقة فراغية تغري القوى الأخرى بالتوسع والتمدد كما هو حاصل عملياً من بعض القوى الإقليمية كإسرائيل وتركيا وإيران.
لا يبدو في المدى القريب أن النظام العربي له مستقبل، فالأولوية اليوم لإطفاء الحرائق التي تعم معظم الدول العربية، قبل محاولة الارتقاء بالنظام العربي إلى مرتبة الطموح القومي.

* كاتب صحفي/”الرأي” الأردنية

اقرأ أيضا

غزة

غزة.. مجزرة برفح وبلينكن يبدأ جولة بالمنطقة ومحادثات لوقف إطلاق النار

في اليوم الـ206 من العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة ، كثف جيش الاحتلال استهدافه مدينتي رفح وخان يونس جنوبا بالقصف الجوي، مرتكبا مجزرة راح ضحيتها 20 فلسطينيا، بينهم 5 أطفال في رفح.

غزة

غزة.. تحذيرات من اجتياح رفح ومستوطنون يقتحمون مدنا بالضفة

واصل الاحتلال الإسرائيلي لليوم الـ203 من حربه على غزة، اقتحاماته بمدن وبلدات الضفة الغربية المحتلة، وسط تحذيرات عربية ودولية من مغبة اجتياحه مدينة رفح جنوبي القطاع.

غزة

غزة.. شهداء وجرحى إثر القصف المتواصل وإسرائيل تبحث بنودا جديدة حول صفقة تبادل الأسرى

لليوم الـ202، يواصل الاحتلال الإسرائيلي حربه على غزة، مخلفا شهداء وجرحى في غارات على رفح ومناطق أخرى، في حين يشهد شمال مخيم النصيرات اشتباكات وقصفا متواصلا، في ظل استعداد إسرائيل لشن عمليات في بيت لاهيا شمالي القطاع.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *