بقلم: فوزي أوصديق
يعتقد البعض في الساحة السياسة أن التعديلات التي مست الحقائب الوزارية بالحكومة مفاجأة لم تكن في الحسبان على الرغم من معرفتهم المسبقة أننا عشنا نفس الفترة من سحب البساط وإنهاء مهام بعض الرؤوس التي لم يعد بقاءها يتماشى والفترة الحالية التي ارتفع معها منسوب الفساد الى ذروته الحقيقية في غياب نصوص قانونية تحكم مسار الحكم في البلاد وتضبط آليات التخطيط الى مستقبل أكثر وضوحا من ما نحن فيه من سواد وكولسة.
خرجات اعتباطية للسلطة عصفت ببعض الأسماء بعدما ذاع صيتها مؤخرا في ملفات قيل أنها فاسدة وكأننا أمام سلعة انتهت مدة صلاحيتها أو أطعمة تعفنت ففاحت رائحتها النتنة ولم تعد صالحة للهضم ولم تستطع معها الحكومة غض البصر فسلمت الضحية لجلادها ورمت بها الى الهاوية تصارع المجهول.
وعلى الرغم من أن قضايا الفساد اختلفت ألوانها وروائحها وأشكالها إلا أن الكثير منها لم تلق نفس المصير لان البقاء بالمبنى الحكومة يتطلب”شطارة” وتعويذة رئاسية والكثير من ممارسة رياضة التسلق والقفز والعدو الريفي للوصول الى قمة المجد. كما أن البقاء في خلدها كمم أفواه البعض وخلط الأوراق فبرز للوزارة الشؤون الخارجية مثلا رأسان لم تضبط عوالمهما لحد الساعة لنكون بذلك أمام وجهان للديبلوماسية لن تكون لعملة واحدة لمناقشة ملفات دولية هامة يغلب فيها منهج الحوار على العنف، حوار غائب في دهاليز الوزارة وحاضر وبقوة في المحافل الدولية ما سيعطي حالة مرضية قد تصيب الخارجية الجزائرية بما يعرف في علم النفسي العيادي “انفصام في الشخصية”.
تعديل شاحب سيأتي على الأخضر واليابس وسيجرنا الى الهامش، كل هذا ونحن نعيش كولسة دستورية مفتعلة، دستور بقي بجوف العروس أكثر من عام فثقل الحمل وقد تجهض في اي لحظة وتنفجر نتيجة مضاعفات لا يعرف معناها إلا مختص في الولادة.
وقد تتطلب عملية قيصرية شعبوية تجبر الجراح على إخراج الجنين عنوة لإنهاء المهزلة وتوضيح معالم الغد الذي نتمناه غدا أفضل، ناجحا، تتساوى فيه الرؤوس ويعطي لكل ذي حق حقه.
وما نريد إلا النجاح وما توفيقنا إلا بالله
“الشروق” الجزائرية