قال مصطفى الخلفي، وزير الاتصال، الناطق الرسمي باسم الحكومة المغربية، إنه لايتصور أي مستقبل للصحافة بدون كاريكاتير، مشيرا إلى أن الإعلام الرقمي أعطى ولادة جديدة لهذا الفن الساخر في المغرب.
وأوضح في كلمة ليست رسمية”، افتتح بها مساء أمس الملتقى الوطني السابع للكاريكاتير والإعلام، في مدينة شفشاون، إن الكاريكاتير يحاول إيصال الرسالة إلى المتلقي بإبداع واختصار.
ودعا إلى تفهم دور الكاريكاتير في النقد، مضيفا انه يتعين علينا ” أن نوسع قشابتنا مع الكاريكاتير”، على حد قوله، معبرا عن سعادته بوجوده وسط ممارسيه، مشيرا إليهم بالإسم مثل الفنان خالد كدار وغيره.
وتحدث عن تفاعله مع الكاريكاتير، حين يجد نفسه تحت مجهر الريشة الساخرة، فقال إن بعض الرسوم تدخل على نفسه البهجة، وبعضها يحس بقوتها، مثل تلك التي طالته خلال ” جوسوي كلير”، بعد حديثه بالفرنسية لإحدى الإذاعات.
ولم يفته أن ينوه باحتضان مدينة شفشاون، ” ذات التاريخ البهي” لهذا الملتقى الذي “أصبح مرتبطا بها”، وبات موعدا سنويا يستقطب أشهر فرسان الكاريكاتير، برواده الأوائل وشبابه الذي يواصل حمل المشعل.
وأكد في كلمته أن الإعلام في المغرب لايمكنه أن يخطو إلى الأمام إلا بكل مكوناته، وضمنها بصفة أساسية الكاريكاتير، الذي لايتطور إلا بالحرية، ” وشفشاون شكلت دائما منارة من منارات الحرية”.
وتميز حفل الافتتاح هذا العام بلمسات تجديدية أكسبته نكهة خاصة، فقد جرى استقبال الرسامين والإعلاميين، مثل نجوم السينما، على بساط ازرق، نسبة للون الطاغي في المدينة، بتقديم من الإعلامي أنور المهدي.
وهذا العام، اختير فضاء ” القصبة” التاريخي كمكان لاحتضان فعاليات حفل الافتتاح، وهي فكرة لقيت استحسان جميع الحاضرين، من فنانين وإعلاميين، إضافة إلى ساكنة المدينة.
كما لمست يد التجديد معرض الكاريكاتير المقام بالمناسبة، الذي ضم أعمال المشاركين، الذين تطرقت ريشاتهم، برؤية نقدية حادة، إلى مختلف مظاهر الحياة العامة.
وخلال تجوال الوزير الخلفي داخل ردهات المعرض أهدته رهام الهور ،رسامة الكاريكاتير المغربية، بجريدة ” رسالة الأمة” لوحة كاريكاتيرية كان هو موضوعها الرئيسي، فانفجر ضاحكا، شاكرا إياها على هذه الالتفاتة الفنية نحوه، رغم ما فيها من حدة في التناول الفني نحوه.
وقد تميز حفل الانطلاق بعدد من الفقرات، تولى تقديمها والتنسيق بينها بقدرة وتمكن، مدير الملتقى، الإعلامي محمد احمد عدة، الذي بذل جهدا ملحوظا، تجلى في إضفاء جو جدير بالمتابعة، يليق بشعار الملتقى ” الكاريكاتور ريشة ترسم الحرية”.
وقد كان الخلفي منصفا، وهو ينوه في ختام كلمته بنزيهة بشير العلمي، رئيسة جمعية ” فضاءات تشكيلية”، التي “بفضل إصرارها”، استطاع ملتقى الكاريكاتير أن يحافظ على استمراريته وتجدده كل سنة.