بين حكومة لا تذهب… وحكومة لا تأتي!

بين حكومة مؤقتة «لا تريد أن ترحل» وحكومة دائمة تعيش حالة مخاض و«لا تريد أن تحل» تتفاقم الملفات الحارقة وتزداد أوضاع البلاد تعقيدا.. وتكبر مع هذا وذاك حيرة المواطنين الذين ينتظرون أجوبة لأسئلتهم ونهاية سعيدة لانتظاراتهم الكثيرة.. كما يكبر الاحتقان الاجتماعي بدخول قطاعات حساسة في إضرابات تزيد في تعقيد أوضاع معقدة أصلا..
حكومة السيد مهدي جمعة لا تبدو محرجة وهي تتابع اضرابات النقل قبل أيام وأساتذة الثانوي (اليوم وغدا).. كما لا تبدو محرجة والأسعار تمارس القفز العالي.. وكل هذه «منغّصات» تزيد في حيرة المواطن العادي وهو يفاجأ بين الاضراب والاضراب بإضراب آخر.. فيوم يحرم من وسائل النقل الجماعي فيختل توازن كل شيء.. ويوم يحرم أبناؤه من حقهم في الدراسة وتحصيل العلم.. وهذه ملفات كان يجب على حكومة السيد مهدي جمعة وان كانت مؤقتة.. وان كانت تعيش رمقها الأخير أن تتولاها بجرأة ومسؤولية.. وان تسعى إلى تفكيك كل الأزمات والحيلولة دون مزيد تعقيدها بما يشكل «ألغاما» حقيقية ليس للحكومة القادمة فقط.. بل للبلاد وللشعب بحكم المطبّات الجديدة التي قد يقع فيها الجميع بسبب «استقالة» حكومة انتهت ولايتها وتستعد للمغادرة..
لسنا هنا بصدد محاسبة حكومة السيد مهدي جمعة ولا تقييم حق نقابات النقل والتعليم وغيرها في الاضراب.. فالمسألة يفترض أنها تخضع لحكم لوائح وقوانين واجراءات واتفاقات تم توقيعها.. وهو ما يضع الجميع أمام مسؤولياتهم إزاء الشعب والبلد بصفة عامة.. ولسنا ندري إلى أين نذهب حين توقع السلطة اتفاقات لا تحترمها وحين يفعّل سلاح الاضراب دون مراعاة لحساسية ودقة الظروف والمرحلة التي تمر بها البلاد ويعيشها العباد.
كل هذا يجعل الأنظار تتجه إلى الحكومة الجديدة وإلى رئيسها المكلف السيد الحبيب الصيد ومن ورائه حزب نداء تونس الذي كلفه بالمهمة وحمّله المسؤولية والأمانة.. على هؤلاء أن ينتبهوا إلى مسألة حيوية اسمها عامل الوقت.. فالأوضاع تردت بشكل لم يعد يطاق.. والأزمة شملت كل الميادين والقطاعات وقد استحكمت بشكل جعل مباشرة علاجها وعلاج تشعباتها أمرا لا يحتمل التأجيل.. وهو ما يضع الجميع أمام مسؤولية الاقدام.. على حسم هذه المشاورات التي لا تنتهي ووضع حدّ لهذا الجدل المتصاعد من كل حدب وصوب فيما الأوضاع تزداد ترديا وتعقيدا.. حسم لا يكون إلا بالتعجيل بتشكيل الحكومة والاسراع بمباشرة الملفات وتلبية انتظارات الناس.. فأصل الشيء هو خدمة هذه البلاد وحل مشاكلها الكثيرة والمتشعبة وليس المضي في «حرب كراس» عبثية وقد لا تعني شيئا إذا ضجّ النّاس وأصابهم اليأس.

*كاتب صحفي/”الشرق” التونسية

اقرأ أيضا

تونس

تونس.. 20 منظمة وجمعية حقوقية تطالب بإنهاء تجريم ممارسة الحقوق والحريات

دعت منظمات وجمعيات حقوقية في تونس سلطات البلاد إلى "وقف ملاحقة الناشطين السياسيّين والاجتماعيّين والنقابيّين". جاء ذلك في بيان مشترك لـ20 منظمة وجمعية حقوقية، نشرته الرابطة التونسيّة للدفاع عن حقوق الإنسان، أمس الاثنين.

مهاجرون أفارقة في تونس

“لوفيغارو”.. أكثر من 50 ألف مهاجر إفريقي في “مخيمات العار” بتونس

كشفت صحيفة “لوفيغارو” الفرنسية، أن أكثر من 50 ألف مهاجر من جنوب الصحراء الكبرى، يقيمون في مخيمات بشمال مدينة صفاقس التونسية في انتظار العبور إلى أوروبا، ويعيشون مثل الحيوانات في ظلال أشجار الزيتون،

ردا على المعارضة.. السعدي: الحكومة الحالية تُعتبر الأكثر جرأة في تنفيذ الإصلاحات

أشهر لحسن السعدي، كاتب الدولة المكلف بالصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، اليوم الجمعة بمجلس النواب، سلاح المشروعية الانتخابية وورقة المنجزات الحكومية في وجه المعارضة، مشدداً على أن الحكومة الحالية تعتبر الأكثر جرأة في تنفيذ إصلاحات هيكلية كبرى، والتي تهدف في اعتقاده إلى تعزيز الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *