لا عذر للإرهاب…!

الإرهاب مدان بكافة أشكاله وصوره، من إرهاب الفرد إلى إرهاب العصابات إلى إرهاب الدولة …الخ.
فلا يوجد إرهاب مبرر ومن يسعى لتبرير الإرهاب وتوفير الغطاء له شريك أصيل في هذه الظاهرة المقيتة، التي باتت تهز أركان المنطقة العربية وتتطاير شظاياها إلى أنحاء العالم، وإلصاق الإرهاب بالدين الإسلامي أو غيره فهو بحد ذاته جريمة، إن هذه الشراذم الإرهابية التي تتغذى على الوهم، والجهل، وسوء الظن، والخوف، والشك، والريبة ما هي إلا فئات ناقصة عقلاً وديناً، ولا تمثل الدين بأية صورة، إنها تحتاج إلى علاج نفسي وبيولوجي وفكري وثقافي وديني حتى تستعيد ما دمر فيها من قيم إنسانية تسمو بالإنسان عن أفعال الشر، وتعيد لها توازنها النفسي والعقلي والديني، بما يتوافق والغايات السامية للأديان جميعها، والتي تستنكر أعمال الشر والقتل والإرهاب لبني البشر، وتحرم العدوان والعدوانية التي تتكرس في ثقافة تلك الشراذم والعصابات التي ضلت سبل العيش القويم والفهم السليم للدين، وفقدت القدرة على التعايش مع الذات قبل أن تفقده مع الآخرين سواء من أتباع المعتقدات الأخرى أو الثقافات الأخرى أو الأجناس الأخرى، فما العملية الإرهابية التي شهدتها صحيفة (شارلي إيبدو) يوم الأربعاء 07/يناير/2015م في باريس وذهب ضحيتها إثني عشر قتيلاً وأحد عشر جريحاً، إلا نموذجاً من نماذج هذا الإرهاب المقزز والمدان … بغض النظر عن فاعله، فلا مبرر ولا أعذار لهؤلاء القتلة الإرهابيين، ولابد من مواجهتهم وأمثالهم، ومواجهة البيئة الثقافية والفكرية الحاضنة لهؤلاء، والجهات التي توفر لها الإمكانيات المادية من تمويل وتسليح وتدريب وتسهيل للتنقل ورصد للأهداف …الخ.
تأتي هذه العملية الإرهابية المدانة في باريس، ومن عناصر من أصول عربية وإسلامية لتقول لباريس، ولفرنسا الشعب والحكومة أنكم قد أخطأتم بتأييد الشعب الفلسطيني والإنتصار لمطالبه سواء في تصويت الجمعية الوطنية الفرنسية على قانون الإعتراف بالدولة الفلسطينية أو على تأييد فرنسا لمشروع القرار الذي قدم لمجلس الأمن يوم 30/12/2014م الذي كان يسعى لوضع حد ونهاية زمنية للإحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية ويثبت مرجعية دولية للأسس التي يجب أن ينتهي على أساسها الصراع الفلسطيني الإسرائيلي …!!!
لكننا نقول ونؤكد شكراً لك فرنسا حكومة وشعباً، على مواقفكم المنصفة، ولن تثنيكم مثل هذه الأفعال الإرهابية عن مواصلة دوركم في إحقاق الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني ولا عن مواجهة الإرهاب بكل أشكاله وصوره من إرهاب الأفراد والعصابات إلى إرهاب الدول والذي تتعرض له منطقتنا العربية وفي المقدمة منها الشعب الفلسطيني.
فلا عذر للإرهاب أي كان مصدره أو مكانه …، ولا مبرر له مهما كانت الذرائع والأسباب التي يتغطى بها … وهو مجرَّمٌ ومحرمٌ في جميع الثقافات والأديان وفي مقدمتها الدين الإسلامي والتي تؤمن بالعيش السلمي المشترك لكافة المجتمعات الإنسانية.

*عضو المجلس الوطني الفلسطيني

اقرأ أيضا

بوركينا فاسو تجدد دعمها الثابت للوحدة الترابية للمغرب وتشيد بالمصادقة على القرار التاريخي 2797

جددت بوركينا فاسو، اليوم الثلاثاء، دعمها الثابت والدائم للوحدة الترابية للمملكة المغربية، مشيدة بمصادقة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة على القرار التاريخي 2797 الذي يكرس في إطار السيادة المغربية، مخطط الحكم الذاتي الذي اقترحته المملكة كأساس جاد وذي مصداقية ومستدام من أجل التوصل إلى حل لقضية الصحراء المغربية.

الرباط.. انطلاق أشغال المؤتمر الدولي الأول المخصص للضحايا الأفارقة للإرهاب

انطلقت اليوم الثلاثاء بالرباط، أشغال المؤتمر الدولي الأول المخصص للضحايا الأفارقة للإرهاب، وهو حدث بارز يروم إبراز انعكاسات الإرهاب على الوضع الإنساني في إفريقيا، وتعزيز آليات الدعم والصمود على مستوى القارة.

غزة

غزة.. مصابون إثر خروقات إسرائيلية وتخوف إسرائيلي من عودة الحدود لما قبل 7 أكتوبر

في اليوم الـ53 من بدء وقف إطلاق النار، واصل الاحتلال خرق اتفاق وقف إطلاق النار، باستهداف مناطق داخل الخط الأصفر، إذ نسف مباني في حي التفاح شرقي مدينة غزة،

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *