وقفة نقدية أمام عاصفة «الربيع العربي»

غزلان جنان
وجهات نظر
غزلان جنان11 يناير 2016آخر تحديث : منذ 8 سنوات
وقفة نقدية أمام عاصفة «الربيع العربي»
وقفة نقدية أمام عاصفة «الربيع العربي»

مثل عاصفةٍ هوجاء، تخرج من الإعصار خروج الوليد من رحم الأم، تقتلع المساكن والأشجار، وتقلب المراكب والسيارات، وتُغرق القرى والمدن بالسيول، وتفرض على البشر والحيوانات اللوذ بمرابضهم، أو اللجوء إلى أماكن آمنة أبعد، وتعود بالناس إلى عصورٍ بدائية، حيث لا كهرباء ولا ماء ولا وسائط نقل غير القوارب الخشبية، أو الأخشاب، أو جذوع الأشجار، يتأبطونها ليذهبوا في مجرى الماء، أو البهائم يمتطونها للتنقل من الأماكن المنكوبة إلى أخرى أقل انتكاباً (مثل هذه العاصفة). أتت عاصفة «الربيع العربي» هوجاء، تقتلع كل شيء أمامها، وتمحو من الأزمان نفيسها والخسيس، فتجعله أثراً بعد عين، وتذهب من المكاسب كثيرها، (وهي قليلة)، وتزيد من تعظيم البلاءات (وهي وفيرة)، وتذهب من الأنفس والأرواح ما لا تُذهبه الطبيعة في سورة غضبها والجنون، وتُحدث من المضار، في بحر سنوات معدودات، ما لا تحدثه أحكام التاريخ في دهور. وبكلمة، أتت عاصفة ذلك «الربيع» تمحو حقبةً من تاريخ العرب، مشرقاً ومغرباً، لتعيد مجتمعاتهم وعلاقات بعضهم ببعض إلى العهود البدائية، حيث شريعة الغاب شريعتهم!

لمواصلة القراءة ، انقر هنا

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق