هل مقاطعة الجزائر لتحالف السعودية تزلف لإيران؟

أزمة حقيقية تعيشها منطقة الخليج على إثر قطع العلاقات السعودية الإيرانية، بسبب إعدام “النمر” وأصحابه، والهجوم على المقرات الدبلوماسية السعودية، سبقتها تحالف عسكري كبير قادته السعودية ضد “الإرهاب”، دعمته دول وقاطعته أخرى، وكانت الجزائر أكبر المقاطعين والغائبين عنه، بعدما اعتادت الغياب ومعارضة مثل هذه التدخلات، بداية من الامتناع عن التدخل في مالي وليبيا وانتهاء بسوريا و اليمن، فهل موقف الجزائر هذا جاء منسجما مع موقف إيران صدفة أم أنه مقصود؟ ويرجى بواسطته التقرب منها للاستفادة من إيران في “مخططاتها العسكرية” وضمان استمرارية النظام فيها على خطى بشار؟ لاسيما هي التي التزمت الصمت في الثورة الليبية والمصرية والتونسية واليمنية عند بداياتها ودعمت نظام بشار “بقوة”، ورفضت التصويت بالقمم العربية للاعتراف بالمعارضة السورية باعتبارها ممثلًا شرعيًّا للشعب السوري.
فعلا، لقد استطاعتا الجزائر وإيران تجاوز التوتر الكبير الذي عرفته علاقة البلدين بسبب دعم إيران عام 1993 للحزب المنحل الجبهة الإسلامية للإنقاذ، والجماعات المسلحة ضد السلطة الحاكمة، التصرف الذي ردت عليه الجزائر “آنذاك” بقطع العلاقات الدبلوماسية نهائيًّا، فأصبحت علاقة الجزائر إيجابية بإيران، منذ أزيد من 15 سنة مضت، وذلك مع استلام خاتمي وبوتفليقة مقاليد الحكم ، فعرفت الزيارات بين المسؤولين في الجزائر وإيران في الآونة الأخيرة “تطور” ملحوظ، يفسره تشابه مواقف البلدين في أزمة الشرق الأوسط، وتأثير انخفاض أسعار النفط على اقتصادهما بشكل كبير، ومراهنة إيران على تحالفها مع الجزائر لكبح جماح النفوذ المتزايد للسعودية في العالم العربي، وبحث الجزائر المستمر على تحالف تستطيع به، تقليص النفوذ الدبلوماسي للمغرب، بعدما فشلت في إذكاء النزاع حول الصحراء ونضوب مواردها المالية لتمويل الانفصاليين جنوبه، وأفول المساعدات الليبية بعد انهيار نظام القذافي.

إقرأ أيضا:إيران تصعد من لجتها ضد السعودية بعد إعدام الشيخ النمر

ربما، منطق التحالفات قد حتم على الجزائر بحكم عزلة نظامها في المنطقة العربية والمغاربية البحث عن سند آخر، كما أنه ربما تجربة بشار في سوريا وقدرته بواسطة هذا التحالف الصمود، لحد الآن، في وجه رياح التغيير ، قد أغرت النظام في الجزائر به، لأن كل نظام يبحث عن تحالف يلائمه، وربما نظام الجزائر يحتاج إلى تحالف”انصر أخاك ظالما أو مظلوما”.
فهل بهذا التموقع الذي جعل الجزائر تنحو هذا المنحى السياسي في دبلوماسيتها تجاه الشرق الأوسط عموما، وتجاه السعودية وتحالفها خصوصا، قد كشفت أوراق تحالف مضاد للتحالف الذي تقوده السعودية، أم أنه مجرد تقرب منها لإيران، للحصول على دعم في تهديد النظام بها على غرار سوريا، وأنه توجه تقليدي لها، يشكل امتدادا تاريخيا لدعمها ووقوفها مع الأصدقاء التقليديين لما يسمى بدول عدم الانحياز والمعسكر الشرقي ممثلا في روسيا، إيران، مصر، فنزويلا، كوبا، نيجيريا، العراق، الصين وكوريا الشمالية؟؟؟.

*كاتب وباحث مغربي

اقرأ أيضا

عزلة متزايدة.. الولايات المتحدة ترفض إحالة صفقات تسليح جزائرية إلى الكونغرس

أفادت مصادر دبلوماسية أن الإدارة الأمريكية رفضت عرض صفقات تسليحية طلبتها الجزائر على الكونغرس لمناقشتها.

أمام مجلس الأمن.. المغرب يدين سياسة الكيل بمكيالين الانتقائية للسفير الجزائري بشأن قضية الصحراء المغربية

أمام مجلس الأمن، انتقدت نائبة السفير الممثل الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة، ماجدة موتشو، "سياسة الكيل بمكيالين الصارخة والانتقائية"، التي نهجها السفير الجزائري لدى الأمم المتحدة بشأن توسيع مهام المينورسو لتشمل حقوق الإنسان، وأدانت "استغلالا سياسيا انتقائيا".

محادثات أمريكية روسية بشأن أوكرانيا تنطلق في الرياض

انطلقت اليوم الاثنين في السعودية، محادثات أمريكية روسية بشأن الوضع في أوكرانيا.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *