ماذا تغير في تونس..

أصيب الناس في تونس بخيبة أمل من ربيع عربي لم يجلب معه سوى فوضى سياسية وأمنية وانهيارات اقتصادية. لم يستطع البلد بعد تحمل نتائجها. يريدون الخروج سريعا من حالة “اللااستقرار” إلى حالة أكثر استقرارا أو على الأقل كما يقولون العودة إلى “عهد بن علي بلا طرابلسية”.
حتى اللحظة نسبة مهمة من الناس تشكك في كل الروايات بشأن “فرار الرئيس”. قصة الرئيس مختلفة عن قصص عربية أخرى. الرجل وحاشيته لم يتركوا زاوية منتعشة اقتصاديا إلا واستولوا عليها، لكنه في المقابل حقق “الأمن والأمان” لأكثر من 23 عاما من حكمه لتونس.
بات الناس يبحثون عن أمنهم بعد أكثر من أربع سنوات على اندلاع ثورتهم. حيث لم يعد سؤالهم عن توفير فرص عمل جديدة وتنفيذ مشاريع تنموية ذات معنى بلا حرب صارمة على الإرهاب الذي يتهددهم في كل لحظة.
الجميل في تونس أن الدولة متماسكة بأجهزتها المختلفة واستطاعت المرور عبر منعرجات خطرة وقفزت إلى بر الأمان. لكنها في حاجة إلى دعم عربي ودولي فعّال للتغلب على الإرهاب الذي يحتاج بدوره إلى إجابة عن سؤال: من صنعه؟ قبل الخوض في مقاومته.

إقرأ أيضا:الرئيس التونسي: الإرهاب يسعى إلى تدمير الدولة

في تونس لا يطلبون العودة إلى الوراء واسترجاع نظام بن علي، بل يريدون أفعالا حقيقية من سلطتهم الحاكمة بشأن مكافحة الإرهاب وجماعاته الفكرية والمادية التي تغذيه وتقويه. لا يريدون أن تتحول السلطة إلى مجرد أداة تتحرك بعد وقوع “الكارثة”. يريدون معالجة أمنية وسياسية وقضائية لآفة الإرهاب.
وعلى حكّام تونس أن يدركوا أن الإرهاب له جذوره في البلد ومحفور في “ذاكرة” تنظيمات وحركات إسلامية تخفي أهدافها وتغيّر لونها من أجل التمكن من مفاصل الحكم والسلطة. الاستقرار لا يُجلب بـ”توافقات مصلحية” و”تحالفات برلمانية”. لا رأفة في مكافحة الإرهاب مع عناصره وداعميه وأركانه.
ملّ الناس من الشعارات الرنانة وحلقات التنظير عقب كل عملية إرهابية. يريدون حلولا عاجلة لظاهرة الإرهاب التي تهدد بنية الدولة. وملّوا أيضا من شعارات التعمير والبناء التي أطلقت منذ سقوط نظام بن علي.
الناس البسطاء يريدون لقمة عيش كريمة ولا يعرفون معنى “تحول ديمقراطي وانتقال سياسي سلس” من دون تنمية حقيقية. البسطاء يريدون تغيرا جادا يدخل إليهم الطمأنينة، وأن يكون غد أطفالهم أفضل.

* كاتب صحفي فلسطيني/”العرب”

اقرأ أيضا

مهاجرون أفارقة في تونس

“لوفيغارو”.. أكثر من 50 ألف مهاجر إفريقي في “مخيمات العار” بتونس

كشفت صحيفة “لوفيغارو” الفرنسية، أن أكثر من 50 ألف مهاجر من جنوب الصحراء الكبرى، يقيمون في مخيمات بشمال مدينة صفاقس التونسية في انتظار العبور إلى أوروبا، ويعيشون مثل الحيوانات في ظلال أشجار الزيتون،

تونس

تونس.. أحزاب المعارضة تتكثل لمواجهة نظام قيس سعيد

تسعى ائتلافات أحزاب المعارضة في تونس إلى توحيد مساراتها وخلق أرضية تحرك مشتركة في مواجهة نظام الرئيس قيس سعيد إثر نجاحه في تجديد عهدته الرئاسية لولاية جديدة في انتخابات الرئاسة في أكتوبر الماضي.

تونس

تونس.. المعارضة تنتقد “الإنجازات الوهمية” لقيس سعيد

تنتقد المعارضة التونسية ما سمته “الإنجازات الوهمية” للرئيس قيس سعيد، على اعتبار أن أغلب الوعود التي قدمها في فترته الرئاسية الأولى لم يتم تحقيقها. ويتواصل الجدل في تونس حول افتتاح “المسبح البلدي” الذي دشنه الرئيس قيس سعيد كأول مشروع في ولايته الرئاسية الجديدة.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *