أكد الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي أن شبح الإرهاب، الذي عصف ببلاده خلال السنة الجارية، يسعى بالأساس إلى تدمير الدولة، مطالبا بوقف التحركات المطلبية و”إحلال السلم الاجتماعي” من أجل المساهمة في القضاء ومكافحة “الإرهاب”.
وأشار السبسي، من خلال خطاب متلفز ألقاه مساء أمس الأحد، أن الإرهاب يسعى لزعزعة وتدمير الدولة، حيث أوضح بالقول “الاعتداء الإرهابي الأخير الذي استهدف حافلة الأمن الرئاسي أراد توجيه رسالة مفادها أن هذه الحركة التعيسة كانت ترمي لإسقاط الدولة وأنها كانت قادرة على ضربها في أعلى مستوياتها، لكن الدولة قائمة منذ ثلاثة آلاف سنة وستظل باقية برجالها وبناتها”.
وأشاد السبسي بالجهود المبذولة من طرف سلطات البلاد، والتي تمكنت من تحقيق عدة عمليات استباقية، على رأسها المخطط الذي كان سيستهدف مدينة سوسة، ويضرب عدة مراكز أمنية واقتصاديةبها.
ودعا الرئيس التونسي إلى ما اسماه “إحلال السلم الاجتماعي”، مؤكدا أنه سيساعد البلاد على التصدي لشبح الإرهاب، مطالبا مسؤولي الاتحاد العام التونسي للشغل واتحاد الصناعة والتجارة إلى ضرورة إيجاد حلول تفاوضية من أجل ضمان السلم الاجتماعي، وإيجاد حلول بخصوص زيادة الرواتب خاصة في القطاع الخاص.
وأضاف السبسي “من حق الشعب علينا أن نوفر كل الإمكانيات لكسب المعركة ضدّ الإرهاب ومنها وضع خطط مع دول شقيقة وصديقة التي تعد أيضا مستهدفة من قبل الإرهاب”، مشددا على أهمية التضامن والتماسك بين مكونات المجتمع التونسي للدفاع عن “حرمة الوطن”.
وفي موضوع ذات صلة، أكد السبسي أن الاقتصاد التونسي يعيش وضعية صعبة خلال الفترة الراهنة، خاصة بعد الهجمات الإرهابية التي تعرضت لها تونس مؤخرا، والتي مست القطاع السياحي بالدرجة الأولى، الذي يعد رئة الاقتصاد التونسي.
وأوضح السبسي أن الخروج من الأزمة الحالية رهين بجلب المزيد من الاستثمارات الخارجية والداخلية، التي قد تسهم وبشكل فعال في انتعاش الاقتصاد الوطني.
وجاء الخطاب الرئاسي بعد أيام فقط من الهجوم الانتحاري الذي استهدف حافلة الأمن الرئاسي بشارع محمد الخامس بالعاصمة التونسية، والذي أودى بحياة 12 شخصا وجرح 20 آخرين.
إقرأ ايضا:هل تحولت سوسة التونسية إلى فضاء يسيل لعاب الإرهابيين؟