مشاهد 24 موقع مغربي إخباري شامل يهتم بأخبار المغرب الكبير
تقاسم مغني “الراب” المغربي طه فحصي، الشهير فنيا بقلب “الكراندي طوطو”، جوانب خفية ومؤثرة من حياته، خلال استضافته في برنامج “ABtalks” مع الإعلامي أنس بوخش، حيث كشف لأول مرة عن معاناة عاشها منذ الطفولة، وتجربة مريرة مع الإدمان، تركت آثارا عميقة في نفسه ومسيرته.
واستهل “طوطو” حديثه باعتراف صادم، قائلا: “كان لدي أخ توأم، لكنه توفي وهو لا يزال في بطن والدتي، ولم يُكتب له أن يرى الحياة”.
وأوضح “طوطو” أن هذا الغياب لم يكن عاديا بالنسبة له، بل ترك بداخله أثرا كبيرا، وأضاف: “أشعر أحيانا أن لدي عقلين، وكأن عقله داخل عقلي.. كنت أقوم بأشياء دون وعي، ولا أفهم لماذا”.
وأكد طه أن هذا التوأم غير المرئي كان حاضرا في تكوينه، حيث قال: “توأمي هو من صنع مني الكراندي طوطو، وما أنا عليه الآن”.
وعن السبب الرئيسي وراء هدره للمدرسة في سن صغيرة، قال “طوطو”: “تركت الدراسة عندما كنت في الرابعة عشرة من عمري، ولن أبرر ذلك بمرض والدتي التي كانت تصارع السرطان. الحقيقة أنني اخترت هذا الطريق بكامل إرادتي.. اخترت عالما آخر فيه كل شيء: الجرائم، المخدرات، العنف… عالما مليئا بالمخدرات”.
وعن عالم المخدرات، تحدث “طوطو” بصراحة لم يسبق له أن عبر عنها من قبل قائلا: “كنت مدمنا بشدة على جميع أنواع المخدرات، ولن أكذب عليك. لم أتحدث عن هذا الأمر سابقا لأن والدتي كانت تشاهد مقابلاتي، ولم أكن أريدها أن تعرف ما كنت عليه”. واستطرد: “حين كانت تسمع الأغاني التي أتحدث فيها عن بعض الأمور، كنت أخبرها أنها مجرد شعر ولا علاقة لها بالواقع”.
وأوضح “طوطو” أنه وصل إلى مرحلة شعر فيها بالحاجة إلى التغيير: “الآن أستطيع التحدث عن هذه الأمور، لأنني قررت أن أنقي نفسي منها. توقفت عن استخدام الكثير من المواد”. وأضاف: “في السابق، كنت أشعر أنني ضائع.. وبدلا من تنقية ذهني والبحث عن مخرج، كنت أجرب أنواعا جديدة من المخدرات لأرى تأثيرها. بل كنت أخلط بين نوعين لأرى كيف سيكون المفعول”.
وأكد “الرابور” المغربي أن هذه المواد كانت مرتبطة بالموسيقى وعندما جاءت مرحلة الفصل بينهما كان الأمر جد صعبا، وقال: “كنت أستخدمها لأجل الموسيقى، ولكن الفصل بين المخدرات والموسيقى تطلب مني وقتا طويلا وجهدا كثيرا.. غيرت أماكن كثيرة وأبعدت أشخاصا عن حياتي فقط لأتمكن من تجاوز هذه المرحلة. كنت واعيا بأن علي أن أبني هوية “طوطو” بعيدا عن المخدرات”.
ولم ينسَ “طوطو” أن يشيد بدور زوجته في هذا التحول: “ساعدتني كثيرا في تنقية محيطي والأشخاص الذين كانوا يرافقونني، ووقفت بجانبي”.
واعتبر “الكراندي طوطو” أن طريق المخردات هو طريق مختصر نحو الموت، وتابع قائلا: “إنه طريق مختصر غبي.. سرق مني أجمل ما في الحياة، أولها الوقت. كنت أهرب إلى الشرفة لأدخن بعيدا عن والدتي، وبدأت القصة بخمس عشرة دقيقة، ثم تحولت إلى نصف ساعة، فساعة، فيوم كامل.. لو أنني في تلك اللحظة لم أدخن، وجلست بجانبها، لربما قضيت معها وقتا أطول قبل أن ترحل”.
واختتم قائلا: “أنا من اخترت طريق المخدرات، وكنت في الخامسة عشرة من عمري. كان خالي يزودنا بها حين كنا نزور القرية. كنت أراه أفضل خال في العالم، وكان يشاركنا ما يفعل. لكنه كان مخطئاً. اليوم، حين كبرت، أدركت أن ما فعله لم يكن صواباً. ومع ذلك، أعترف: أنا من أدخلت نفسي في هذا العالم”.
وعن ذكرى وفاة والدته، كشف “طوطو”، باكيا، كيف تلقى نبأ وفاتها عبر الهاتف، وعدم تصديقه للأمر خلال البداية بوقع الصدمة، قبل أن يوقف سيارته خلال طريق العودة ويجهش بالبكاء.
وتأثر “الرابور” الشاب كثيرا وغالبته دموعه، عند سؤاله عما سيقول والدته في حال عودتها للحياة، ليكشف أنه لن يوجه إليها أي كلام وسيكتفي بحضنها، والتواجد بقربها وأيضا جلب طفله الصغير وتركه يلعب بجانبها.
ويشار إلى أن طه فحصي، أو “الكراندي طوطو”، يعتبر من أبرز الأسماء في مشهد “الراب” المغربي، ويواصل تحقيق نجاحات كبيرة على الصعيدين المحلي والدولي من خلال أعماله المتنوعة والابتكارية.
ويذكر أن “الكراندي طوطو” سيحيي حفلا فنيا بمنصة “أولم السويسي”، ضمن فعاليات الدورة الـ20 من مهرجان “موزاين إيقاعات العالم”، ليكون بذلك أو فنان مغربي يعتلي هذه المنصة المخصصة عادة للفنانين العالميين.
