تألق القفطان المغربي خلال عرض أزياء إفريقي، نظم مساء أمس الأربعاء، بباريس، في إطار الأسبوع الإفريقي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو).
وحسب بلاغ صادر عن وكالة المغرب العربي للأنباء، أبهر جمال ورقي وسحر القفطان، الزي التقليدي الذي يجسد أحد روافد الهوية المغربية ويعد أبلغ دليل على مهارة وبراعة المعلمين المغاربة، جمهورا غفيرا ضم دبلوماسيين، من بينهم السفير والممثل الدائم للمغرب لدى اليونسكو سمير الدهر، وفنانين ومصممين وشخصيات دولية وصحفيين.
وحملت عارضات الأزياء، اللواتي تزينهن إبداعات المصممة المغربية نسرين الزاكي، الجمهور في رحلة عبر الزمن من خلال زي تقليدي يشكل تراثا حيا وطنيا تجاوز العصور مع الحفاظ على طابعه الأصيل.
وأعربت نسرين الزاكي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، عن فخرها بتمثيل المغرب في هذا الحدث التي تحتضنه اليونسكو، حيث قالت: “عرض الأزياء هذا مهم للغاية لأننا هنا للدفاع عن تراثنا وإرثنا، وهو القفطان المغربي”.
وأضافت المصممة أن مجموعتها تقدم مزيجا رائعا بين القفاطين العصرية والقديمة، بعضها يعود تاريخه إلى ما يقرب من 100 عام، مشيرة إلى أن أحد القفاطين المعروضة على الجمهور خلال هذا العرض منسوج بالكامل من الذهب، ويتوارث من جيل إلى جيل.
وأفادت نسرين بأن العرض يمثل أيضا مختلف جهات المملكة مع أجمل مجوهراتها الأصيلة، مضيفة أن هذا العرض المبهر بالألوان هو قصة تروى من البداية إلى النهاية.
وتابعت المصممة المغربية: “لقد بدأنا من عصر المرينيين، الذي يمثل ذروة القفطان المغربي، لنصل إلى يومنا هذا، لنظهر كيف حافظ المغاربة على تراثهم وحافظوا على هذا الجمال الأصيل والتقليدي الذي تطور عبر الزمن مع الحفاظ على أصالته”.
ومن جانبه، أكد عبد الرحيم الزمزامي، رئيس غرفة الصناعة التقليدية بجهة الرباط-سلا-القنيطرة، أن هذا العرض في مقر اليونسكو يشكل تتويجا لسلسلة من الفعاليات واللقاءات التي نظمتها الغرفة، لاسيما مع الصناع التقليديين لتعزيز وعيهم بأهمية دورهم في الحفاظ على التراث المغربي.
ويهدف هذا العرض إلى التعريف بشكل أكبر بهذا التراث وإعادة التأكيد على أن القفطان المغربي أو الزليج أو الفخار السلاوي أو”الزربية الزمورية”، كلها تنتمي إلى التراث المغربي، وأنها محمية بموجب عدد من اتفاقيات اليونسكو، وأن المغاربة معبؤون للحفاظ على تراثهم في مواجهة محاولات الاستيلاء عليه من قبل بعض الدول.
ويشار إلى أن النسخة 2024 من الأسبوع الإفريقي، المنظم من 22 إلى 24 ماي، تتميز ببرنامج غني يشمل معارض وورش عمل للمتعلمين الشباب وندوات ونقاشات، وفعاليات فنية وعرضا للأزياء وتذوق للأطباق الإفريقية الأصيلة.
وجدير بالذكر، شهد حفل افتتاح الأسبوع الإفريقي، الذي نظم تحت الأنغام المغربية للدقة المراكشية والركادة، حضور محمد مهدي بنسعيد، وزير الشباب والثقافة والتواصل، ضيف شرف هذا الحدث، وسمير الدهر، السفير والممثل الدائم للمغرب لدى اليونسكو، وسميرة سيطايل، سفيرة صاحب الجلالة بفرنسا، إلى جانب الوزراء والسفراء وكبار المسؤولين في “اليونسكو”.