لأعوام طويلة تضاربت الآراء حول سجن جزيرة مامولا في مونتنيغرو، وعجزت الحكومات المتعاقبة على التوصل لفكرة تزيل القلعة التي شيدت في عهد الإمبراطورية النماسوية الهنغارية في القرن التاسع عشر ثم تحولت لسجن مظلم.
شيد المبنى بداية كقلعة بحرية لحماية الحدود، ثم ما لبث أن استخدمه بينيتو موسوليني في الحرب العالمية الثانية كسجن ومعسكر اعتقال. ومؤخرا توصلت الحكومة إلى حل فتح عليها أبواب انتقاد عالمية يقضي بتحويله إلى منتج سياحي فاخر يدر عليها الأموال.
واعتقلت قوات موسوليني داخل هذا السجن نحو 2300 شخص على الجزيرة الصغيرة التي تمتد على أبعاد مئتي متر. تم تعذيب وتجويع أسراه حتى الموت، ليبقى السجن شاهدا على تلك الحقبة السوداء من التاريخ الأوروبي.
وبينما حولت بقية الدول الأوروبية تلك المعتقلات والسجون إلى متاحف أو مزارات تاريخية، إلا أن حكومة مونتنيغرو قررت الاستفادة من المبنى وبناء برك سباحة ومنتجعات صحية.
وتقول حفيدة إحدى ضحايا هذ السجن إن تحويله لمنتجع سياحي استخفاف واستهانة بالتاريخ، ولم يشهد العالم قط تحويل سجن إلى منتج سياحي. ومنحت الدولة البلقانية الشركة المصرية السويسرية “أوراسكوم” حق استثمار الأرض على 49 عاما. وتنوي الشركة بناء منتجع بقيمة 16.3 مليون دولار يضم شواطئ ومطاعم وملاهي.
ورغم الانتقادات الدولية تصر الحكومة على المشروع المطروح قائلة إنها الطريقة المثلى لاستقطاب الزوار في المستقبل. وقال وزير السياحة لوكالة أنباء فرنسية: “كان هناك خياران إما ترك الموقع يتحول إلى آثار مؤلمة او ترميمه وإعادة إحيائه ليصبح متاحا للزاور”.
ويعود الجدال إلى العام 2013 عندما روجت الحكومة لفرصة استثمار الجزيرة، ومن المشاريع المقترحة آنذاك بناء كازينو أو ناطحة سحاب فوق أنقاض المعسكر نفسه.
اقرأ أيضا
كيري: تجويع السوريين هو الأسوء منذ الحرب العالمية الثانية
أكد وزير الخارجية الأمريكي جون كيري أن المأساة التي يتعرض لها سكان البلدات السورية المحاصرة، وعلى رأسها "مضايا" وتزايد الوفيات بسبب المجاعة، من أسوء ما تشهده الإنسانية منذ الحرب العالمية الثانية.
نهاية 2015.. بداية لتاريخ جديد للمنطقة
تنتهي السنة 2015، تماما كما بدأت. تنتهي بالإرهاب بأبشع صوره المتمثل في عملية تبادل سكاني …
يلتقطان صورة زفافهما بعد 70 عاماً
صورة التقطها زوجان صينيان قبل 70 عاماً كانت شاهداً على بداية حياة محفوفة بالحب والإخلاص …