الجميع يتحدث عن الفجوة بين الأغنياء والفقراء، ولكن الموضوع في ليما عاصمة بيرو ليس مجرد حديث، فالجدار الخرساني الذي يمتد على طول 10 كيلومترات وتعتليه الأسلاك الشائكة بني خصيصا ليكون الفاصل بين العائلات الفاحشة الثراء والعائلات الأكثر فقرا.
يقع “جدار العار” والذي يسمى أيضا (جدار برلين بيرو)، على مشارف العاصمة ليما وبني بهدف توفير الحماية للأثرياء عن طريق منع الفقراء من دخول حيهم لارتكاب الجرائم. وهو طويل لدرجة أنه يظهر بكل وضوح في صور الأقمار الصناعية للمنطقة. الجدار يفصل بين ضاحية لاس كازواريناس التي يقطنها أغنى المواطنين في البلاد وبين ضاحية فيستا هيرموسا، حيث تعيش الغالبية العظمى من الفقراء والتي تفتقر للأبسط وسائل الراحة الأساسية مثل الكهرباء والغاز.
بطبيعة الحال، الكثير من أهل بيرو مستائين من بناء الجدار، حتى أنهم أطلقوا عليه اسم (جدار العار)، كما نشر الناشطون فيديوهات عديدة للجدار على مواقع التواصل الاجتماعي لإحراج المسؤولين الذين أيدوا فكرة بنائه.
أما بالنسبة لسكان ضاحية لاس كازواريناس، فهم يرون بأن “جدار العار” هو ضرورة ووسيلة لحماية أنفسهم ضد الجرائم. إذ يقول رينزو البرتي، وهو من سكان حي الأغنياء، انه لا يعتبر الجدار تمييز بين الفقراء والأغنياء، فهناك عدة جدران أخرى في المدينة تفصل بين المنازل، بل يعتبره أمر ضروري لضمان الأمن في المنطقة.
جدار العار في ليما اكتسب شهرة عالمية في الآونة الأخيرة، بعدما انتشرت صور وفيديوهات له على الانترنت، كما انطلقت ثلاث مبادرات للرسم على الجدار في محاولة لرفع الوعي حول الانعكاسات السلبية لجدار العار على نفوس سكان الأحياء الفقيرة.
ووفقا للإحصاءات الرسمية، تعرض 30٪ من سكان ليما للجرائم، وقد بررت السلطات قرارها ببناء الجدار المثير للجدل على أنه الحل الأنجع لوقف سلسلة الجرائم المتزايدة في ضاحية الأغنياء.
إقرأ أيضا: فيديو : أمريكي يرتدى بدلة “مغطاة بالنقود” ليكشف من الجشع..الأغنياء ام الفقراء..!