توصلت مصالح الأمن والاستخبارات الاسبانية، العاملة في مكافحة الإرهاب الى ان المعارك المسلحة الجارية في سوريا، بين قوات النظام والجماعات الجهادية، أفرزت انماطا جديدة من تقنيات استقطاب ، لتغذية ميادين القتال بعناصر قتالية متطرفة، وذلك باستعمال أساليب غير تقليدية.
ورصدت الاستخبارات الاسبانية ان شبكات التواصل الاجتماعي (الانترنيت) والنساء ومواعظ الفقهاء المتشددين في أماكن العبادة والفضائيات التلفزيونية؛ تاتي في طليعة العوامل المحفزة على الذهاب للقتال في صفوف التنظيمات الجهادية وخاصة القاعدة وداعش.
المزيد: الداخلية تجاهلت تحذير الاستخبارات من هجوم مدريد
وتضيف المصادر الاسبانية، وفق تقرير نشرته يومه الثلاثاء يومية (إلموندو) ان السلطات الامنية، هيأت خطة عمل وقائية تقضي بفرض مراقبة مشددة على السجون الاسبانية التي يوجد بها حوالي 186 معتقلا على خلفية أنشطة جهادية، يتوزعون بين المحكوم عليهم وبين المعتقلين المستبه فبهم،على على ذمة التحقيق الى حين استكمال الإجراءات القضائية.
ويرى الأمنيون الاسبان ان السجون باتت مرتع استقطاب الجهاديين من بين المدانين حتى بسبب قضايا جنائية، لكنهم يصبحون فريسة في ايدي “المؤطرين” الجهاديين الذين يقاسمونهم السجن؛ اذ بعد انتهاء محكوميتهم، يغادرون المعتقل وقد اعتنقوا المبادئ الجهادية، وأصبحوا مستعدين جاهزين لتنفيذها في ساحات المعارك وخاصة في سوريا والعراق، او فوق أراضي بلدان غربية. وهذا الاحتمال الأخير، بات أكثر إقلاقا للأمن الاسباني وخصوصا خشيته من تنظيم “الدولة الإسلامية” كونه يتوفر على إمكانيات مالية مهمة تغري المرشحين للجهاد مقابل اجر محترم.
ودلت التحقيقات التي أجريت في البلدان التي استهدفتها هجومات إرهابية عنيفة (فرنسا على سبيل المثال) ان غالبية مرتكبيها تم شحنهم وتعبئتهم في السجون التي دخلوها أصلا كسجناء حق عام ثم غادروها كاملي التكوين في مجال الأعمال الإرهابية، بعد ما نجح محترفو التطرف في التأثير على نفسياتهم الهشة ووعيهم الضعيف بق اعد الدين او تمزقهم الأسري.
وذكر المصدر الإعلامي الاسباني، ان بروتوكول، الخطة الاستباقية التي تعتزم السلطات الأمنية تنفيذها في السجون التي تأوي متطرفين، سيعتمد اي البروتوكول على إجرائين أساسيين: أولهما تصنيف المعتقلين الى ثلاثة أصناف، تبعا لخطورتهم وطبيعة الأفعال الإرهابية التي أودت بهم الى السجن، يليهم الأقل خطرا.
كما تعتمد الخطة على تحليل خطاب وإمكانيات وقدرات الاستقطاب عند العناصر المتشددة، وتقنيات الجذب التي تستعملها واساليب الترغيب.
وتهدف الخطة الى جمع كل المعلومات الصغيرة والكبيرة التي تخص الأجواء التي يعيش في ظلها الإرهابيون المحترفون داخل السجن من حيث مراقبة اتصالاتهم والكيفيات التي تستعمل لترويج الخطابات المتشددة.
ويتولى عملية جمع المعلومات عن السجناء المدانين او المشتبه فيهم؛ المستخدمون العاملون في السجون الذين يخالطون ويراقبون المساجين وأصبحوا بالتالي على علم بطبيعة تحركاتهم وأنشطتهم داخل مراكز الاعتقال وتم تجميعها وإحالتها على محللين من الأمن والحرس المدني.
وأضافت الصحيفة المدريدية ان فرنسا أبدت اهتماما بالخطة الوقائية الاسبانية وتدرس جوانبها بغية الاستفادة منها.
الى ذلك لم تورد الصحيفة الاسبانية القريبة من الحكومة، أية إشارات الى التعاون الاستخباراتي القائم في هذا المجال بين المغرب وجارته الايبيرية خاصة وان الامن الاسباني طالما اثنى واشاد بالمعلومات والمساعدات القيمة التي أمدها بها نظيره المغربي في مختلف أطوار الحرب ضد الإرهاب المتنقل بين البلدين، علما ان معتقلين كثيرين هم من أصول مغربية.