محمد بوخزار- مشاهد24: بينما يواجه رئيس وزراء إسبانيا، ماريانو راخوي، ضغوطا متواصلة، من داخل حزبه لتقديم موعد الانتخابات التشريعية، لوقف تراجع سمعة الحزب لدى الناخبين الإسبان.
بدأت الانتقادات تطل برأسها من داخل بعض مقرات الحزب الشعبي في الأقاليم الإسبانية على لسان من يطلق عليهم صفة “بارونات الحزب”، الذين يرون أن المصلحة تقتضي التفكير في زعيم جديد يقود حزب اليمين في إسبانيا، وسط توقعات قوية أن الرئيس الحالي، راخوي، سيواجه صعوبات جمة للاحتفاظ بمنصبه وضمان حصول حزبه على الأغلبية.
وبين تصريح وآخر، يتجنب، راخوي، الإفصاح عن رأيه بخصوص الترشيح وموعد الاستحقاقات القادمة؛ فقد بدا أكثر من مرة مترددا: تارة يلمح إلى أن الناخبين سيذهبون إلى صناديق الاقتراع في نهاية نوفمبر، أو بداية ديسمبر، من العام الجاري، وتارة أخرى يقول بأن الإعلان سيتم في الوقت المناسب. وحجة راخوي، أن إجراء الانتخابات في موعدها سيتيح للحكومة الحالية إعداد الميزانية العامة للدولة برسم العام القادم، والمصادقة عليها وعلى مشاريع قوانين أخرى موضوعة في البرلمان، كما قد تظهر بعض ثمار السياسة الاقتصادية، وهي توقعات لا يشاطره فيها محللون مستقلون.
ويقول دعاة التعجيل، إن المشهد السياسي والحزبي، يشهد حراكا غير مسبوق وتجاذبات يمكن أن تنتج وضعا معقدا، لذا من الأفضل استباق الأسوء من وجهة نظرهم، علما أن الطرفين ليسا مرتاحين من الاحتمالات المقلقة، لا سيما وأن الفترة المتبقية من الولاية التشريعية تطغى عليها المزايدات والخطابات الشعبوية؛ ومن الصعب أن تتغير المؤشرات لصالح الحكومة الحالية.
في نفس السياق، كشف زعيم المعارضة، بيدرو سانشيث، أمين عام الحزب الاشتراكي العمالي، بعض أسماء الفريق الذي سيساعده في بلورة وصياغة البرنامج العام الذي سيدافع عنه الاشتراكيون أمام الناخبين.
ويتألف الفريق الاستشاري من 11 خبيرا أو حكيما كما يوصفون، لم تعرف كافة أسمائهم، وإن باتت متداولة على نطاق واسع بين قيادات الحزب الاشتراكي.
وتلاحظ غلبة الأسماء الجديدة على الفريق الذي سيقدمه، سانشيث، كحكومة ظل، ستكون جاهزة لاستلام السلطة في حال فوز الاشتراكيين بالأغلبية في الانتخابات التشريعية.
وحسم الزعيم الاشتراكي في اسمين أساسيين، سيعهد إليهما برسم معالم السياسة الاقتصادية والعلاقات الخارجية. فقد وقع الاختيار لتوجيه الملف الأول، على الأكاديمي، أنخيل أوبيدي، وهو جامعي مرموق، مشهور بكتاباته في الصحافة وأبحاثه في الدوريات الاقتصادية الدولية.
ويوصف المسؤول عن ملف السياستين الخارجية والاقتصادية، بكونه ذا نظرة مجددة للمسألة الاقتصادية، تستند على تحقيق النمو المستمر، بدل رفع الحد الأدنى من الأجور.
ومن جهته، سيتولى، أنخيل غابيلوندو، الناطق باسم الاشتراكيين في البرلمان المحلي للعاصمة مدريد، بلورة فكر الحزب بخصوص قضايا الثقافة والتربية والعلوم، وهو معروف من جهته في الأوساط الجامعية، وكان وزيرا في حكومة خوصي لويس ثباطيرو.
ويلاحظ أن الاشتراكيين يولون أهمية قصوى للجانب الاقتصادي ويربطونه بالسياسة الخارجية والعلاقات الدولية في إشارة إلى عولمة الاقتصاد والتجارة الدولية، واشتداد المنافسة بين الفاعلين في هذا المجال. وتليها في الأهمية بل هي مرتبطة بها، قضايا التربية والتعليم والبحث العلمي.
يذكر أن المشرفين على محاور البرنامج الانتخابي، يساعدهم فريق عمل من المختصين والخبراء، ممن لهم باع في مجال تخصصهم.
الصورة: أنخيل غابيلوندو، منسق محور التربية والثقافة والعلوم، في البرنامج الاشتراكي للانتخابات.