بعد انتخابه رئيسا للجمهورية الإيرانية وضع الإصلاحي حسن روحاني تحسين العلاقات مع السعودية ضمن أولويات حكمه.
بيد أن رياح “عاصفة الحزم” التي قادتها الرياض في اليمن كرد على تمدد الحوثيين في البلاد وسيطرتهم على أجزاء مهمة من ترابها بفضل الدعم الإيراني، أعادت العلاقات بين البلدين إلى دائرة التوتر.
قبل أيام خرج روحاني ليهاجم السعودية بنبرة حازمة حين قال إن السلطة هناك تفتقد إلى الخبرة ولا تفهم الملفات الإقليمية والدولية، وتعتقد أنها ستظهر قوتها عبر استعمال السلاح من أجل أن يصبح لها تأثير في المنطقة.
قبل ذلك كان هجوم المرشد الأعلى للجمهورية، علي خامنئي، على الرياض أشد حينما وصف ما تقوم بالسعودية في اليمن بأنه عملية تطهير وقتل لأناس أبرياء.
في الجانب الآخر أظهر الملك سلمان، حسب ما تراه بعض وسائل الإعلام الدولية، علانية مواقف أكثر انتقادا لإيران من سلفه الملك عبد الله الذي توفي في شهر يناير الماضي.
فخلال القمة الخليجية التي عقدت الأسبوع الماضي دعا العاهل السعودي إلى التصدي للتدخل الخارجي، في إشارة إلى إيران، الذي يذكي نيران “الفتنة” ويهدد استقرار المنطقة.
إشراف نجل العاهل السعودي، الأمير محمد بن فيصل، الذي يشغل أيضا منصب وزير الدفاع بالرغم من أن عمره لا يتجاوز 29 سنة، على عاصفة الحزم يعكس صعود جيل جديد داخل مربع الحكم في السعودية يتسم بالثقة في النفس.
الصراع في اليمن اتخذ بعدا طائفيا بسبب الحديث عن كون الحوثيين، الذين يمثلون الشيعة الزيديين، تمددوا بسرعة ليسيطروا على مناطق عدة في البلاد.
بيد أن التاريخ يخبرنا أن السعودية دعمت الحكم الزيدي في اليمن ضد التمرد العسكري في الستينات، ومنذ ذلك الحين تواصل هذا الدعم للرئيس الزيدي علي عبد الله صالح ومن بعده للرئيس عبد ربه منصور هادي، الذي يعتبر زيديا هو الآخر.
بالرغم من هذه المعطيات فإن الصراع أخذ منحى طائفيا بعد دخول إيران والسعودية على الخط بحيث أصبح يظهر وكأنه صراع بين الشيعة والسنة.
وبالرجوع قليلا إلى الوراء بدأت المخاوف السعودية من تعاظم نفوذ إيران بعد قيام الثورة هناك عام 1979 حيث اعتبرها حينها الخميني، المرشد الأعلى للثورة، أن نظام الملكية لا يتوافق مع الإسلام. وتعززت المخاوف السعودية بعد أن أدى الغزو الأمريكي للعراق إلى سيطرة الشيعة على الحكم في البلاد.
وزاد التوتر في العلاقات بين الرياض وطهران خلال الأربع سنوات الماضية بفعل الحرب الدائرة في سوريا بفعل الدعم الإيراني للنظام العلوي لبشار الأسد وقيام السعودية بتسليح جزء من المعارضة السنية المسلحة.
البحرين هي الأخرى نقطة للصراع الإقليمي بين السعودية وإيران خصوصا بعد أن سارعت الرياض لنشر 1000 جندي عام 2011 لتحصين نظام حكم آل خليفة ضد المظاهرات المدنية التي قادها شيعة البلاد.
وجاءت “عاصفة الحزم” لتفتح صفحة جديدة من الصراع الإقليمي الدائر بين طهران والرياض، الذي تعززت خطورته لكونه يقع في أكثر من نقطة جغرافية ويتمسح بمسوح طائفية بحيث يقدم هذا الطرف وكأنه مدافع عن الشيعة والآخر بأنه حامي حمى السنة.
اقرأ أيضا
سوريا.. مجلس الأمن يصدر بيانا بالإجماع يدعو لعملية سياسية شاملة
تبنى مجلس الأمن الدولي بإجماع أعضائه الـ15، بمن فيهم روسيا والولايات المتحدة، بيانا بشأن الانتقال السياسي في سوريا، وذلك بعد 10 أيام من الإطاحة بنظام الرئيس المخلوع بشار الأسد.
بعد سقوط الأسد.. وفود دبلوماسية أوروبية تتقاطر على سوريا لبحث عملية الانتقال السياسي
أجرى دبلوماسيون ألمان محادثات، اليوم الثلاثاء، مع أبو محمد الجولاني، زعيم هيئة تحرير الشام، الفصيل الذي قاد تحالفًا معارضًا أطاح بالرئيس السوري بشار الأسد، للتباحث حول “العملية الانتقالية السياسية”، وفق ما ذكرته وكالة "فرانس برس".
سوريا.. وفود غربية في دمشق والأمم المتحدة تبحث زيادة المساعدات الإنسانية
كشفت مصادر إعلامية في إدارة الشؤون السياسية في دمشق أن وفدا دبلوماسيا فرنسيا وصل إلى العاصمة السورية دمشق للمرة الأولى منذ 12 عاما، وكان وفد من الخارجية البريطانية