تزامنا مع إعلان موعد الانتخابات الرئاسية في تونس، تتزايد حدة الجدل والاستقطاب في مواقع التواصل الاجتماعي بين أنصار الرئيس قيس سعيد ومعارضيه، ويبرز إلى الواجهة تأثير الحسابات الوهمية التي تنشط بهدف التأثير على الجمهور عبر مواقع التواصل.
والحسابات الوهمية أو المزيفة تنشأ من قبل أشخاص أو دول تستخدم برمجيات إلكترونية، بهدف التلاعب بالرأي العام عبر الترويج لشخصيات بعينها واستهداف أخرى معارضة، ويتزايد أثرها في الاستحقاقات الانتخابية وفي البلدان التي تشهد توترات سياسية.
وعند البحث في هذه الظاهرة تبين أن للحسابات الوهمية تأثيرا سلبيا على التجربة الديمقراطية في تونس، حيث انخرطت منذ سنة 2011 في حملات تلاعب واسعة أثرت في الرأي السياسي والخيارات الانتخابية.
وقد سبق أن أجرى مركز الشرق الأوسط للديمقراطية في يونيو 2023 تقريرا حول “جيش قيس سعيد الإلكتروني” الناشط على موقع “الفايسبوك”، في إشارة إلى عدد الحسابات الكبير الذي يدعم الرئيس، وأشار إلى أن هذه الحسابات بات لها حضور أقوى بعد إجراءات سعيد في 25 يوليوز 2021.
كما نشرت منظمة بوصلة الرقابية المحلية بدورها بيانا في يوليوز 2023 حذرت فيه من حملات أنصار الرئيس على مواقع التواصل، منددة بما أسمته “الهجمات الممنهجة والقطيعيّة التي تغيّب العقل والنقاش الديمقراطي للأفكار وتعمد لإلغاء الرأي اعتمادا على مبدأ الترهيب والتهديد والتشويه”.