انتقد الحاج أحمد بريكلا، السكرتير الأول لحركة “صحراويون من أجل السلام” بشدة تعنت قادة جبهة “البوليساريو” الانفصالية وإصرارهم على الاستمرار في حرب مستحيلة وإجبار الصحراويين على مقاومة عمياء وغير مجدية بدل تدارك الموقف والبحث عن مخرج مشرف لهم.
جاء ذلك في كلمة ألقاها بريكلا خلال مؤتمر عُقد قبل أيام في نادي ضباط الدرك الوطني بالأرجنتين.
وأكد المتحدث أن الحركة تتقبل المقترح المغربي للحكم الذاتي المطروح سنة 2007 كنقطة انطلاق لحل توافقي.
وأوضح أن حركة “صحراويون من أجل السلام”، التي أتمت للتو عامها الرابع، ولدت في ظل جائحة “كورونا”، لتخرج الصراع من ركوده. وللقيام بذلك، لجأت إلى دعم وجهاء القبائل، الذين حضر بعضهم مؤتمر داكار في أكتوبر 2023.
وشدد المتحدث على أن الحركة تشكلت رداً على الموقف المعادي للديمقراطية الذي تنتهجه “البوليساريو”، التي تدعي تمثيل كل الصحراويين وتغلق الأبواب أمام كل إمكانية للنقاش الداخلي والتيارات والخيارات السياسية الأخرى المخالفة لنظامها الشمولي.
واستطرد بريكلا قائلا: “نريد مفاوضات في إطار الأمم المتحدة أو مفاوضات مباشرة. ونعتقد أنه ينبغي للمبعوث الأممي إلى الصحراء، الإيطالي ستافان دي ميستورا، أن يدعو لمائدة مستديرة، والمتوقفة منذ سنة 2019”. مشيراً إلى أن دي ميستورا “لم يتمكن من التقدم ولو سنتيمترا واحدا”.
وعارض بريكالا جميع أشكال العنف، مشيرًا إلى أن هذا ليس هو الطريق للمضي قدمًا نظرًا لفعالية الطائرات بدون طيار المتاحة للمغرب، فهي دقيقة للغاية. وهذه حقيقة يجد قادة “البوليساريو” صعوبة في فهمها.
من جانبها، قالت رئيسة “اللجنة الدولية للحوار والسلام”، الدكتورة غراسييلا كونسنتيدو، إن مقاربة حركة “صحراويون من أجل السلام” تقوم حصرياً على تزكية الحوار، وتعزيز السلام وبناء واقع جديد.
وخلصت كونسنتيدو إلى أن الحركة تهدف إلى المساهمة في حل النزاع الذي ظل معلقا لأكثر من خمسين عاما، مما أثر على حياة الآلاف من الأشخاص الذين أجبروا على العيش في ظروف قاسية بمخيمات تندوف في جنوب الجزائر.
بدوره، قال البروفيسور أغوزينو إن حركة “صحراويون من أجل السلام” كحركة المعارضة لـ”البوليساريو” تحظى بإشادة من قبل سياسيين ذوي مكانة دولية مرموقة ومعترف بها، مشيراً إلى أنها تسعى إلى البحث عن حل سلمي لنزاع الصحراء ووضع حد للمأساة التي يعاني منها الصحراويون منذ أزيد من نصف قرن بالتراب الجزائري.
وتسعى حركة “صحراويون من أجل السلام” إلى شغل مكانتها المستحقة كمرجع سياسي جديد، والبحث عن حل متوافق عليه ودائم للنزاع الإقليمي حول الصحراء المغربية.
وشارك وفد عن حركة “صحراويون من أجل السلام” خلال إقامته ببوينس آيرس في عدة ندوات، وعقد لقاءات مع العديد من الشخصيات السياسية والأكاديمية ووسائل إعلام أرجنتينية.
ومنح معهد الدراسات الاستراتيجية المتقدمة التابع لمجلس الدفاع الوطني، شهادة تقدير للحاج أحمد بريكلا، لحضوره ومشاركته في المؤتمر.