لم ينجح مرشح أمريكي في جعل وسائل الإعلام داخل الولايات المتحدة وخارجها تتحدث عنه أكثر من دونالد ترامب.
وبرغم الانتقادات العديدة التي توجه لرجل الأعمال الجمهوري الطامح لرئاسة الولايات المتحدة، سواء في ما يتعلق بخطابه العنصري ضد الأقليات العرقية والمسلمين، أو حديثه عن السياسة الخارجية بطريقة تنم بالنسبة للبعض عن جهل كبير، إلا أنه لا يمكن إنكار أن دونالد ترامب يعبر عن انشغالات جانب من المجتمع الأمريكي بخصوص القضايا الداخلية والخارجية.
في ما يتعلق بالسياسة الخارجية، يعتبر البعض أن ترامب يقول عكس ما يريد سماعه “حراس المعبد” في الولايات المتحدة، وهو ما يجعلهم يوجهون إليه سهام النقد على أن خطابه بهذا الخصوص مشوش ومتناقض.
الكاتب ألكسندر ميركوريس، في مقال نشر على موقع وكالة “سبوتنيك” الروسية، يرى أن رجل الأعمال الجمهوري يعد بسياسة خارجة مبنية على السعي وراء تحقيق المصالح الوطنية للولايات المتحدة، بدل الأيديولوجية التي ظلت واشنطن تروج لها، والقائمة على الهيمنة والدولية والحديث عن “الاستثناء الأمريكي” و”إشاعة الديمقراطية” في العالم.
السياسة الخارجية الأمريكية ظلت متمركزة طيلة سنوات على مواجهة روسيا ة والصين، اللتان تنافسانها على الهيمنة الدولية، وهو ما قادها إلى عدد من المغامرات في يوغوسلافيا والعراق وسوريا وأوكرانيا وغيرها، رغم أن الرأي العام الأمريكي لم يظهر اهتماما لهاته المشاريع.
وعلى مستوى مواجهة تنظيم “داعش”، كتب ميركوريس إن الأمر لا يتعدى حملة “علاقات عامة” بالنسبة لواشنطن، معتبرا أن المواجهة الحقيقية للتنظيم تتم من قبل إيران وروسيا.
بالمقابل، فإن ما يعد به ترامب هو خلخلة هذا الوضع من خلال نسج علاقات أفضل مع روسيا والصين، والتعهد بالقضاء على “داعش” بدل التعاون مع هاته الجماعات، كما يقول ميركوريس.
وفي ما يخص العلاقات مع الحلفاء، الذين يرى فيهم من يكرسون الوضع القائم أصدقاء يحرصون على إشاعة القيم الغربية والهيمنة الأمريكية، يضيف ميركوريس أن ترامب ينظر إلى هذه العلاقات من منظور تعاقدي خال من البعد الأيديولوجي.
التخلي عن هذا البعد الأيديولوجي يسمح بإعادة توجيه البوصلة نحو حل المشاكل الداخلية للولايات المتحدة. فهل تكون بذلك سياسة ترامب الخارجية، على علاتها، الأفضل للأمريكيين؟