الغضب الخليجي

قبل رحيله..هل ينجح أوباما في امتصاص الغضب الخليجي ؟

يبدو أن الكلمة التي ألقاها الرئيس الأمريكي يوم أمس في القمة الخليجية الأمريكية بالرياض، ركزت بالدرجة الأولى على استرضاء دول الخليج، على رأسها المملكة السعودية، وذلك من أجل امتصاص الغضب الخليجي من إدارة أوباما وسياستها تجاه إيران.

وبالرغم من تركيزه على  تأكيد مدى التقارب بين مواقف الطرفين تجاه معظم القضايا، إلا أن عددا من المراقبين قللوا من فرص نجاح محاولة أوباما نزع فتيل الخلاف بين إدارته التي دخلت مرحلة العد التنازلي لرحيلها، وبين دول الخليج التي أصبحت تلعب دورا إقليميا محوريا في الفترة الأخيرة.

ويؤكد عدد من المحليين أن كلمة الرئيس الأمريكي كشفت عن تردد إدارة أوباما في التعاطي مع الخلاف مع دول الخليج ، فمن جهة تحاول الحفاظ على دول الخليج وعلى رأسها الرياض كحليف استراتيجي أساسي، خاصة بعد عرضه إشراك هذه الدول في مراقبة السفن الإيرانية التي باتت تثير القلق في الفترة الأخيرة بسبب ما وصفه بـ “نشاطات طهران المزعزعة للاستقرار”.

ومن جهة ثانية، تحاول الولايات المتحدة الأمريكية تقوية علاقتها مع الجانب الإيراني، خاصة بعد الاتفاق النووي الموقع بين الطرفين قبل أشهر، حيث أشار أوباما إلى أنه لا مصلحة لأي دولة في الدخول في صراع مع طهران، ما قد يدفع الأخيرة إلى التفكير في توسيع دائرة نفوذها في عدد من الدول على رأسها سوريا، حسب مراقبين.

ويؤكد مراقبون أن التناقض في خطاب الرئيس الأمريكي يرجع إلى ارتباك استراتيجية إدارته في المنطقة خلال السنوات الأخيرة، حيث تسعى واشنطن إلى استمالة طهران دون الحصول منها على تنازلات داعمة للتوازن الإقليمي، ما قد يشجعها على التشدد بدل نهج الإصلاح، والتمرد على عدد من المصالح بما فيها المصالح الأمريكية.

وفي تصريحات له، أوضح عضو مجلس العموم البريطاني ونائب رئيس مجلس الشرق الأوسط في حزب المحافظين فيليب لي، أن الولايات المتحدة تحاول إعادة صياغة سياستها تجاه إيران، من خلال دعم عملية إصلاح واسعة فيها بعيدا عن إعادتها إلى دائرة العزلة، الأمر الذي بات يشكل مصدر قلق للدول الخليجية.

ولعل القمة المنعقدة أمس الخميس في العاصمة الرياض، أظهرت الدور الاستراتيجي الذي أصبحت تلعبه دول الخليج في المنطقة خلال السنوات الأخيرة، ما من شأنه أن يغير معادلة العلاقة الكلاسيكية مع الولايات المتحدة الأمريكية.

وفي نفس الإطار، أكدت دوائر أمريكية أن إدارة الرئيس أوباما ركزت على إعادة صياغة علاقتها بإيران دون مراعاة لحساسية المسألة مع حلفائها التاريخيين والاستراتيجيين في منطقة الخليج العربي.

هذا وترى ذات الدوائر أن إدارة الرئيس الأمريكي  لم تتوقع رد الفعل الخليجي تجاه تعاطي الولايات المتحدة مع إيران، مشيرين إلى أن أوباما كان يعتقد أن العلاقات مع شركائه الخليجيين وديمومتها لن تتأثر بإعادة صياغة علاقات بلاده بطهران، حيث ظن أن نزع الفتيل النووي الإيراني سيشكل عامل اطمئنان لدول الخليج.

إقرأ أيضا:طهران تطالب واشنطن بالاعتذار عن انتهاك مياهها الإقليمية

 

اقرأ أيضا

الدعم الأمريكي العسكري لإسرائيل

الدعم الأمريكي العسكري لإسرائيل يصل مستويات قياسية

سيصل الدعم الأمريكي العسكري لإسرائيل مستويات قياسية بعد الاتفاق على توصل الجانب الإسرائيلي بمساعدات عسكرية أمريكية بقيمة 38 مليار دولار على مدى عشر سنوات.

الملف الليبي

هل فوضت واشنطن تدبير الملف الليبي لحلفائها الأوروبيين؟

في الوقت الذي قررت فيه الولايات المتحدة الأمريكية قيادة التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة في كل من سوريا والعراق، تراجعت عن لعب الدور الرئيسي والأبرز في ليبيا، بالرغم من تحملها جزء من المسؤولية في الفوضى التي وصلت إليها البلاد اليوم.

الكونغرس

الكونغرس الأمريكي يريد مقاضاة السعودية عن هجمات سبتمبر وأوباما يقول “لا”

رفض البيت الأبيض، أمس الثلاثاء مشروع قانون صادق عليه مجلس الشيوخ، والذي يمنح اسر ضحايا هجمات الـ 11 من شتنبر حق رفع دعوى قضائية ضد المملكة السعودية للمطالبة بالتعويضات.