شهدت الشوارع والميادين الرئيسية في مصر، انتشارا واسعا لقوات الجيش والأمن وذلك تحسبا للمظاهرات المرتقبة اليوم الاثنين التي دعت إليها عدد من الحركات والتيارات الليبرالية والاشتراكية في ذكرى تحرير سيناء، من أجل التعبير عن معارضتهم لاتفاقية إعادة ترسيم الحدود بين مصر والمملكة السعودية.
وكان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قد دعا الشعب المصري إلى الوقوف في وجه من وصفهم بـ “قوى الشر” الراغبين في المساس بالدولة ومؤسساتها، في إشارة إلى التيارات والحركات التي دعت المواطنين للخروج إلى الشارع، على رأسها حركة الإخوان المسلمين.
ويرى عدد من المراقبين أن الاحتجاجات المتوقعة اليوم الاثنين متباينة الأهداف، ففي الوقت الذي أعلنت فيه جماعة الإخوان المسلمين خروجها للشارع من أجل الدعوة لـ “إسقاط النظام”، قالت “حركة 6 أبريل” أن مظاهرات ” يوم الأرض ” تمثل الأمل الحقيقي في التغيير، فيما قررت تيارات أخرى أن تخرج للشارع من أجل الاحتجاج على اتفاقية إعادة ترسيم الحدود مع السعودية.
وفي نفس السياق، قال مراقبو الشأن المصري أنه وفي ظل انقسام التيارات بخصوص الهدف الأساسي من مظاهرات اليوم، عملت جماعة الإخوان على الترويج لنفسها على أنها “القوة الأكثر وجودا بحيث ستمثل القيادة الحقيقية في الشارع” بينما رفضت حركات أخرى من بينها “6 أبريل” التظاهر تحت قيادة محددة مشيرة إلى أنها “ستسير وفق رؤيتها وأهدافها”، في وقت أكدت عدة أطراف موالية للنظام أن المظاهرات تسعى بالدرجة الأولى إلى المساس بالدولة ومؤسساتها، واصفينها بـ “المؤامرة”.
ومن جانبه، أكد الرئيس المصري في كلمة متلفزة أمس الأحد، أن المظاهرات تسعى إلى زعزعة استقرار البلاد والمساس بمؤسساتها، مشيرا إلى أن القوات المسلحة المصرية “لم ولن تفرط في حبة رمل من أرض مصر”، في إشارة إلى الذين يتهمونه بالتفريط في جزيرتي “تيران” و”صنافير”.
وأضاف السيسي أن “هناك من يسعى إلى محاولة المساس بمؤسسات مصر” واصفا هذه الأطراف بـ “قوى الشر”، مؤكدا أن البلاد ستتعامل “بحزم” مع كل من يحاول الخروج عن القانون.
واسترسل السيسي قائلا “لن تستطيع هذه الأطراف فعل ذلك أمام وقوفنا كلنا كتلة واحدة من أجل الحفاظ على مؤسسات الدولة المصرية”.
وفي نفس الإطار، أوضح مدير المركز الإقليمي للدراسات الإستراتيجية عبد المنعم سعيد أن المشهد المرتبك التي تعيشه مصر ما هو إلا استغلال لاتفاقية إعادة ترسيم الحدود مع الجارة السعودية من أجل إعادة مصر إلى الوضع الذي كانت إلى مرحلة الثورة.
وأكد عبد المنعم سعيد أن مظاهرات ” يوم الأرض ” التي دعت إليها بعض التيارات والحركات، على رأسها حركة الإخوان، مشكوك في نواياها، في الوقت الذي تدفع فيه البلاد ضريبة الفترة الثورية التي عاشتها قبل سنوات.
ويتوقع الخبير الاستراتيجي أن يكون الإقبال على مظاهرات اليوم الاثنين ضعيفا، لكن سيكون له اثر سلبي على الدولة من الناحية الاقتصادية والوضع الأمني، إضافة إلى صورة البلاد في الخارج.
هذا وأشار الخبير إلى أن المشهد العام يشير إلى أن الهدف الأساسي لدعاة التظاهر بدأ في الاختفاء، حيث صارت هناك رغبة في إحداث فوضى وتحقيق مكاسب من وراء المواقف الأساسية لا غير.
إقرأ أيضا :قيادي سابق في جماعة الإخوان يناصر السيسي