تستأنف مفاوضات السلام السورية اليوم الأربعاء في جنيف، بينما تفتحت مراكز الاقتراع أبوابها في انتخابات تشريعية يجريها نظام بشار الأسد في ثلث الأراضي السورية التي يقطنها حوالي 60 بالمائة من السكان.
ووفق ما أفادت به وكالة الأنباء الرسمية “سانا”، تفتح مراكز الاقتراع التي فوق عددها 7300 مركز، اليوم الأربعاء أبوابها في وجه الناخبين من الإدلاء بأصواتهم في انتخابات مجلس الشعب للدور التشريعي الثاني، في الوقت الذي عبرت فيه المعارضة السورية عن انتقادها لهذه الخطوة.
ويعتبر هذا الاقتراع الثاني منذ بداية الأزمة السورية في 2011، حيث أعلن أزيد من 11340 شخصا تزيد أعمارهم عن 25 سنة عن ترشحهم، قبل أن ينسحب المئات ليستقر العدد في 3500 مرشح للظفر بـ 250 مقعدا.
وتبدأ الانتخابات البرلمانية السورية في أجواء مشحونة بعد تصاعد أعمال العنف في البلاد، وذلك بعد 6 أسابيع فقط من سريان اتفاق الهدنة بين النظام السوري والمعارضة الذي يقضي بوقف إطلاق النار.
وفي سياق متصل، تستأنف مباحثات السلام اليوم الأربعاء في جنيف، وذلك بعد أسبوعين من الجولة الأخيرة التي لم تحقق أي تقدم بين الأطراف السورية للتوصل إلى حل سياسي للأزمة التي تعرفها البلاد منذ خمس سنوات، والتي تسببت في مصرع أزيد من 270 ألف سوري ونزوح ملايين المدنيين باتجاه أوروبا وتركيا.
واعتبر مبعوث السلام في سوريا، ستافان دي ميستورا الجولة الجديدة للمفاوضات السورية بـ “المهمة والحاسمة”، مشيرا إلى أنها ستركز على عملية الانتقال السياسي في البلاد ومبادئ الحكم الانتقالي والدستور.
وتعد مسألة بقاء الأسد العقبة الرئيسية في المفاوضات السورية، ففي الوقت الذي تطالب فيه الهيئة العليا للمفاوضات بتنحيه عن السلطة من أجل المرور إلى المرحلة الانتقالية في البلاد، يصر الوفد الممثل للنظام السوري على أن مصير الأسد بيد السوريين الذين انتخبوه، ورحيله يتقرر فقط عبر صناديق الاقتراع.
إلى ذلك، عبر دي ميستورا عن قلقه إزاء تصاعد أعمال العنف في عدد من المناطق التي شملها اتفاق الهدنة الذي بات مهددا بالانهيار.
هذا وأعربت كل من الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وإيران عن قلقها من توتر الأجواء في سوريا واحتمال انهيار اتفاق الهدنة الذي تم باتفاق أمريكي روسي.