أثار قرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سحب بيادقه من رقعة الشطرنج السورية، الكثير من التساؤلات بخصوص وقع انسحاب روسيا من هذه الأخيرة ومدى تغير موقفها الداعم لنظام بشار الأسد.
وكانت وزارة الدفاع الروسية قد أكدت اليوم الأربعاء، أن مجموعة ثانية من طائراتها الحربية المتواجدة في قاعدة “حميميم” في سوريا، انسحبت من هذه الأخيرة، مشيرة إلى أن المجموعة المنسحبة تضم عددا من طائرات سوخوي 25 وطائرة نقل إليوشن 76.
وجاء انسحاب الطائرات الروسية بعد يومين فقط من إعلان الرئاسة سحب قواتها من الأراضي السورية، الأمر الذي شكل مفاجأة بالنسبة لعدد من الدول الغربية، خاصة وأن قرار الانسحاب جاء دون تنسيق مع الجانب السوري.
وشكل قرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سحب قواته من سوريا مادة دسمة للصحافة العالمية خلال اليومين الماضيين، حيث رأت عدة منابر إعلامية أن انسحاب روسيا قد يشير إلى احتمال تخليها عن دعم الرئيس بشار الأسد في المرحلة المقبلة.
وفي تعليقه على القرار الروسي، أكد البيت الأبيض أن سحب القوات الروسية من روسيا جاء دون إخطار الولايات المتحدة الأمريكية، مشيرة إلى أن الوقت لا يزال مبكرا للحديث عن تأثير انسحاب روسيا من الأراضي السورية.
وفي تصريحات له، قال جوش إيرنست، الناطق الرسمي باسم البيت الأبيض أن “روسيا لم تخطر واشنطن بقرار الانسحاب من سوريا” مضيفا بالقول “إن المعطيات الأولية تؤكد بداية انسحاب القوات الروسية من سوريا، إلا أن الوقت مبكر جدا للوقوف على تأثير هذا القرار على الوضع في البلاد ووضع الحدود هناك”.
وفي ذات الإطار، أكد الناطق الرسمي باسم الخارجية الأمريكية جون كيربي أن الولايات المتحدة تراقب عن كثب تطورات الوضع في سوريا، وخلفيات قرار انسحاب القوات الروسية من هذه الأخيرة. وأضاف كيربي قائلا: “واشنطن ستراقب عن كثب ما الذي سيفعله الرئيس الروسي في الحقيقة بعد إعلانه سحب القسم الأكبر من قواته في سوريا”، مشيرا إلى أن الوقت جد مبكر للتفاؤل بشأن نتائج الانسحاب الروسي.
وأوضح كيربي أن الولايات المتحدة الأمريكية “ستحكم على الجانب الروسي من أفعاله وليس أقواله فحسب” مضيفا “أنه وفي حال تم سحب القسم الأكبر من القوات الروسية المتواجدة على الأراضي السورية، فهذا سيصب في صالح مباحثات السلام التي ترعاها الأمم المتحدة”.
من جانبها، قالت وزارة الدفاع الأمريكية أنها لم ترصد إلى الآن قوة روسية كبيرة تغادر التراب السوري، مشيرة إلى أن قوات بوتين تواصل غاراتها الجوية ضد تنظيم الدولة في سوريا.
إلى ذلك، قالت الناطقة الرسمية باسم الخارجية الروسية أن انسحاب القسم الأكبر للقوات الروسية من الأراضي السورية لن يؤثر على النظام السوري.
هذا وأبدت عددا من الأطراف الأجنبية تفاؤلها من مترتبات الانسحاب الروسي من سوريا، واحتمال تأثيره إيجابا على سير مباحثات السلام التي تهدف إلى إنهاء الحرب التي تعرفها البلاد منذ خمس سنوات.