رفض الحزب الاشتراكي العمالي الإسباني صباح اليوم، مسبقا أي عرض سيتقدم به الحزب الشعبي المحافظ لتشكيل تحالف حكومي عريض إلى جانب حزب “ثيودادانوس”على إثر فشل المشاورات الثلاثية الأخيرة بين الحزبين المذكورين وحركة بوديموس” مساء الخميس الماضي.
وورد الإعلان على لسان الناطق بالسم الفريق الاشتراكي في مدلس النواب، أنطونيو هرناندو، الذي وجه انتقادات لاذعة لحزب بوديموس، الذي افشل، من وجهة نظره، كل المحاولات الجادة لتشكيل حكومة التغيير، منتقدا بشدة تحويل الوثيقة التي سلمها الحزب الاشتراكي لبوديموس، إلى موضوع للتندر والفكاهة، التي يؤكد الاشتراكيون إنها تتضمن الكثير من مقترحات الحزب الفتي.
وذكر هرناندو، إن حزبه لم يعد يثق في حزب، بابلو إيغليسياس، مضيفا أنه من الأفضل كذلك لرئيس الحكومة الحالي، ماريانو راخوي، أن يوفر على نفسه مشقة تقديم أي عرض حكومي إذا كان ينوي عرضه على الاشتراكيين؛ ما يدل على أن أعادة الانتخابات باتت حقيقة لا محيد عنها.
ويرى الملاحظون في العبارات التي قالها القيادي الاشتراكي أن الحملة الانتخابية المقبلة ستكون ساخنة لكن الاشتراكيين سيقترحون مع ذلك تقليصا في نفقاتها، إذ أنها ستكلف الخزينة الإسبانية حوالي 170 مليون يورو.
ويعتبر هذا المبلغ المرتفع أحد الأسباب التي جعلت الرأي العام يعارض فكرة أعادة الانتخابات التشريعية، فقد أكدت استطلاعات الرأي التي أجريت قبل حوالي شهر أن نتائجها لن تغير المشهد الحزبي الموزع، وبالتالي فإن الأزمة الحكومية الحالية ستنتج أخرى مماثلة، ما قد يجر البلاد نحو متاهة سياسية.
إلى ذلك، تنبأت الاستطلاعات الحديثة جدا بمعطيين مهمين: أولهما ارتفاع نسبة المتغيبين عن التصويت، ما سينتج عنه حتما تراجع في عدد المقاعد التي حصل عليها حزب، بوديموس، في استحقاقات العشرين من ديسمبر الماضي قد يتعدى خسارة عشرين مقعدا.
ويقول محللون لذات الاستطلاعات إن غضب الذين صوتوا على بوديموس، ستضاعف إثر خيبة أملهم في قدرة الحزب على الانخراط في اللعبة الديمقراطية التي تفرض عقد تحالفات والاتفاق مع الأحزاب الأخرى على برنامج الحد الأدنى لتجنيب البلاد أزمة حكومية لا تنتهي.
وانهال النقد في المدة الأخيرة على، بوديموس، وتحديدا على أمينه العام، من المحللين والرأي العام، وحملوه مسؤولية الأزمة التي تتخبط فيها البلاد موجهين قسطا من اللوم كذلك إلى الحزب الشعبي الذي تخندق في نفس موقف اليسار الشعبوي، على الرغم من تصدر” الشعبي” لنتائج الانتخابات التشريعية الأخيرة.
وتتوقع ذات الاستطلاعات مفاجأة من العيار الثقيل تتمثل في حصول الحزب الشعبي على نتائج أفضل، ما قد يمكنه من تشكيل أغلبية في البرلمان مع حزب “ثيودادنوس” القريب منه فكريا بخصوص القضايا الوطنية الكبرى.
يذكر أن حزب، بوديموس، يعيش صراعات داخلية حاول التغطية عليها بالهروب إلى الأمام، فقرر الاحتكام إلى قواعده لاستفتائها بخصوص الموافقة أو عدمها على اتفاق الاشتراكيين وثيودادنوس، اللذين أعدا في وقت سابق وثيقة مشتركة كان من المفروض أن تشكل أرضية البرنامج الحكومي في حال انضمام بوديموس إليهما.
ولاحظ محللون باستغراب كبير،على زعيم الحزب، بابلو إيغليسياس، توجيها قبليا لأتباعه ليصوتوا بما يريده شخصيا، فقد عبر عن رأيه الرافض للاتفاق ما يعني أن الاستشارة المزعومة للقواعد لن يكون لها أي معنى، غير تزكية موقفه ودعم تياره في صراع حزبي وشيك ؛ هذا إذ لم تقاطع الاستفتاء غالبية المنتسبين للحزب الفتي الذي تتقاذفه التيارات اليسارية والشعبوية والفوضوية التي توصف في الأدبيات السياسية بـ “المعادية للنظام”.
وكانت قد تقرير قد تحدثت عن احتمال تفاقم أزمة، بوديموس، وتهديد، بابلو إيغليسياس، بالاستقالة من الأمانة العامة. وقد ترتفع حدة التفاعلات الداخلية التي يرى كثيرون أن المتسبب فيها هو “إيغليسياس” نفسه بسبب مواقفه المتقلبة ونزعته الاستبدادية لفرض توجهاته وميله إلى التحكم في دواليب الحزب.
وكان المسؤول الثاني في الحزب ومخطط السياسات، إينييغو إريخون، قد اعتكف حوالي أسبوعين في شبه احتجاج على قرارات ايغليسياس الانفرادية.
ولا تعني عودته إلى الواجهة الحزبية أن سائر الخلافات سويت بين الرجلين، بدليل أن “إريخون” تنازل بمحض إرادته أو مرغما عن قيادة الفريق المفاوض مع الاشتراكيين وثيودادانوس، وسط أنباء تتحدث عن رغبة الرجل الثاني في التوصل إلى اتفاقا مع الاشتراكيين.
إقرأ أيضا: لقاء ساعتين بين بوديموس والاشتراكي.. والعد التنازلي بدأ لإعادة الانتخابات؟