تركزت أنظار الأسبان، صباح الأربعاء، على مجلس النواب ،حيث جرى اجتماع دام حوالي ساعتين، في إحدى ملحقاته ضم زعيمي بوديموس والحزب الاشتراكي العمالي، للنظر من جديد في إمكانية تشكيل حكومة ائتلافية يقودها الاشتراكي، بابلو سانشيث .
وساد الاجتماع نقاش جدي وهادف طبقا لقرائن متعددة، وتم استعراض كل الاحتمالات والسيناريوهات الممكنة .
ولوحظ أن الزعيمين ،كل بطريقته ،استعملا مفردات طبعها الاعتدال والسعي إلى الحل ،خلافا لما اتسمت به الجولة السابقة من المشاورات من تراشق بالكلام فانتهت إلى أزمة وخصومة بين الحزبين، ظن كثيرون أنها ستطول . غير أن التطورات الداخلية التي حدثت في ،بوديموس، واعتكاف الرجل الثاني فيه، إريخون، أكثر من عشرة أيام وإعلانه الصريح خلافه مع الأمين العام ،بابلو إيغليسياس،على خلفية قرارات اتخذها بمفرده. كل تلك التدافعات في الصفوف، جعلت إيغليسياس، يراجع قاموسه والميل إلى استعمال مفردات مهذبة خالية من شحنات التوتر والانفعال الماضية ؛ وتجلى ذلك في لقائه مع الصحافيين الذين حجوا بكثافة (أكثر من مائة) إلى مقر المجلس لاستكشاف ما جرى بين الزعيمين.
للمزيد: المسؤول الثاني في بوديموس ..مررت بأيام صعبة ولسنا من مصنع واحد
وهيمنت على تصريحات ،إيغليسياس ، نبرة التوافق والتفاهم مع الحزب الاشتراكي وكذا حليفه ثيودادانوس، الذي كان قد حرم الجلوس معه في السابق على مائدة التفاوض بينما لا يرى مانعا الآن في اللقاء مع زعيمه ريفيرا ،لكنه يحبذ أن لا يكون شريكا في الحكومة دون عرقلة قيامها وذلك بالامتناع أو التغيب عن التصويت في جلسة التنصيب ، لفسح المجال أمام تشكيلة يتفاخر إيغليسياس، بوصفها بحكومة تقدمية للتغيير، ركناها الرئيسان الاشتراكي وبوديموسو، وباقي التشكيلات اليسارية والقومية القريبة على الخصوص من ،بوديموس، بحيث يصير عدد نواب التحالف 161 في مقابل 199 التي يدفع بها ،بابلو سانشيث، كتحالف ثلاثي عريض ، في حال انضمام ثيودادانوس، إليه .
وتأكيدا لنهج الاعتدال أعرب، إيغليسياس،استعداده للتنازل عن منصب نائب رئيس الحكومة الذي سبق أن اشترطه في ذروة الحماس ، بل يقبل أن لا يكون عضوا في الحكومة، إذا كان وجوده سيشكل مشكلة ، لكنه بذات الوقت أكد إن في حزبه كفاءات جديرة بتولي مناصب رفيعة من قبيل نائب الرئيس، في الحكومة المنتظرة .
ومن جهته ، لم يتخل ، بابلوسانشيث، عن اتفاقه المكتوب مع ألبرت ريفيرا، زعيم ثيودادانوس، الذي تلقى تأكيدا من شريكه أمس الثلاثاء قبل اجتماعه صباح الأربعاء مع إيغليسياس. وقال بهذا الخصوص” أنا رجل يحترم كلمته ويفي بالالتزامات التي أخذها على عاتقه”
ويرى محللون أن التفاؤل وروح التضحية التي أعرب عنها زعيم بوديموس بعد اللقاء ، إن لم تكن مناورة سياسية فإنها لا تعني قيام حكومة في المدى القريب ،فالجانبان مدعوان إلى لقاءات جديدة لتدقيق التفاصيل الصغيرة والاختيارات الكبيرة ، مع الأخذ بعين الاعتبار الكيفية التي ستنظر بها قيادات الحزبين إلى التحالف الذي لم يكتمل ملامحه بعد.
ويسود اعتقاد أن الحكومة الجديدة كيفما كانت صورتها النهائية ، سينظر إليها على أنها “حكومة الخوف والضرورة القصوى” فالأحزاب المرشحة للدخول في تحالف تخاف بل تتوجس من بعضها ، يخامرها التردد في جر البلاد نحو انتخابات جديدة يرفضها الشارع والناخبون، كما أن كل زعيم يخشى على نفسه وصورته ومستقبله من نتائج الانتخابات من جهة ومن ردود فعل عاصفة داخل حزبه إذا ما سار في طريق وعرة .وبالتالي فإن التساؤل المطروح كيف يمكن التوصل إلى حل للمعضلة الحكومية في ظرف أقل من 101 يوم التي مضت منذ ليلة العشرين من ديسمبر الماضي.
إلى ذلك يستمر ماريانو راخوي، في تقديم عرضه السخي للحزب الاشتراكي وثيودانوس ودعوتهما للانضمام إلى حزبه لتشكيل تحالف تاريخي، غير أنه يبدو معزولا حتى الآن .
روابط ذات صلة: قياديون في بوديموس يعترفون بعمق الازمة وسانشيث يستأنف التشاور معهم !