اعتبر المفكر الإسلامي السويسري المعروف، طارق رمضان ، أن القوى الغربية تخلق ظروف وجود جماعات متطرفة مثل “القاعدة” و”داعش” من خلال تركها تستقر في مناطق استراتيجية مثل العراق وسوريا ومالي، والتي تتوفر على ثروات طبيعية مثل النفط أو الليثيوم.
وأضاف المفكر المصري الأصل أن تسميته “داعش” نفسها “الدولة الإسلامية” يعري الأزمة التي تمر منها حركات الإسلام السياسي في العالم العربي.
بيد أن الأستاذ بجامعة أوكسفورد البريطانية العريقة وصف أزمة الحركة الإسلامية بأنها ضرورية لأنها تفرض عليها ضرورة تجديد فكرها. وبالتالي، ليتم الخروج من هذا المأزق، ينبغي تجاوز فكرة “الإسلام السياسي” وتجاوز حالة الاستقطاب الحاصلة بين الإسلاميين واللائكيين، وهو ما قاله إن كان يعتقد أنه كان يحصل عند اندلاع “الربيع العربي” في 2011.
وبخصوص هذه الثورات قال مؤلف كتاب “محمد، حياة نبي: التعاليم الروحية والمعاصرة”، قال إنه كان ينظر إليها بتفاؤل حذر، معتبرا أنه تم التسرع وصف الحراك بالثوري.
إقرأ أيضا: هل تنبأ ميشيل فوكو بأزمة اللاجئين قبل 40 سنة؟
وأكد طارق رمضان أن تدهور الوضع الأمني في المنطقة العربية يعني عودة قوية للولايات المتحدة ولدورها في العالم العربي، مشيرا إلا أنه وبالرغم من ما يروج بشأن كون الرئيس الأمريكي باراك أوباما أقل اهتماما بالشرق الأوسط، إلا أن اضطرابات المنطقة تصب بصورة مباشرة في مصلحة الولايات المتحدة.
من جانب آخر، رد المفكر السويسري على الدعوات التي تطلق في الغرب لدفع المسلمين للاعتذار عن العمليات الإرهابية التي ترتكب باسم دينهم، رد بقوله إنه لا مشكلة لديه لإدانة هذه الأعمال لكنه غير مستعد للاعتذار أو الدفاع عن نفسه.
وأوضح طارق رمضان أنه إلى جانب الإدانة يجب البحث في أسباب ما يقع، محذرا في الوقت نفسه من الخطاب الذي تبناه جورج بوش بعد هجمات 11 سبتمبر 2001، وما صرح هولاند في أعقاب هجمات 13 نونبر بباريس 2015، حيث تبنى خطابا مشابها للرئيس الأمريكي حين قال “إنهم يهاجموننا بسب قيمنا”.
وتساءل طارق رمضان ما هو وضع مالي والعراق وتركيا في هاته الحالية، وهي بلدان مسلمة تعرضت بدورها لهجمات إرهابية؟