رفض الباحث الفرنسي المعروف في شؤون الإسلام، أوليفيي روا، الربط بين تطرف مسلمي أوروبا، خاصة الشباب، وفشل سياسات الإدماج.
ونقلت مواقع ناطقة بالفرنسية عن أوليفيي روا قوله إن فشل مسلسل إدماج الجاليات المسلمة في المجتمعات الأوروبية لا يمكن أن تكون له علاقة بتطرف الشباب المسلم.
واعتبر مؤلف “فشل الإسلام السياسي” و”الإسلام المعولم” أن هذا الشعار يتم توظيفه لأغراض سياسوية، مضيفا أن جزءا ممن ينضمون إلى الجماعات والتنظيمات الإرهابية هم شباب ليس لديهم أي مشكل مع الاندماج.
إقرأ أيضا: صلاح عبد السلام ومحمد عطا..كيف يوظف الغرب إرهاب الملاهي الليلية؟
وأضاف الكاتب الفرنسي أن هؤلاء الشباب يتحدثون الفرنسية والألمانية والإنجليزية ويملكون مفاتيح الشفرات الثقافية الغربية، مؤكدا أن التنظيمات المتطرفة، وعلى رأسها تنظيم “داعش“، وضعت فرقا دعائية لمخاطبة الشباب الفرنسي والبلجيكي عن طريق شباب آخرين يتقنون اللغة الفرنسية.
وأوضح الباحث المختص في شؤون الإسلام أن مبدأ “العدمية”، الذي هو نتاج للفكر الغربي، يبدو الدافع الأول وراء انضمام هؤلاء الشباب إلى تنظيم “داعش”، مضيفا أن الهوس بما أسماه البعد الجمالي للعنف يتعارض مع التراث الإسلامي.
ومع ذلك لم ينفي أوليفيي روا حضور الجانب الديني في هذه المعادلة، مشيرا إلى أن البعد الديني يعطي لهذه العدمية وجها مربحا، بحيث يصير “الانتحار من خلال عمليات إرهابية، وتصبح الجرائم الشنيعة التي ترتبك باسم الدين بمثابة ضمان لحياة أبدية”.
كما تحدث الأستاذ الجامعي الفرنسي أن تطرف مسلمي أوروبا مرتبط أيضا بصراع أجيال، متحدثا عن كون الجانب النفسي حاضر أكثر من المعطى الديني في معادلة الإرهاب.
ويبدو أن أوليفيي روا يقصد أن حالة التطرف الحالية التي تصيب مسلمي أوروبا، مرتبطة خصوصا بالأجيال الشابة مقارنة بالأجيال الأولى من المهاجرين المسلمين، بحيث يرى البعض أن التطرف غريب عن الرعيل الأول من سكان المنطقة العربية الذين هاجروا إلى أوروبا بحثا عن فرص عيش أفضل.