شن عمليات إرهابية في قلب روسيا من طرف تنظيم “داعش” هي مسألة وقت لا غير على حد تعبير صحيفة L’Orient le Jour اللبنانية الناطقة بالفرنسية.
واعتبرت الصحيفة أن السبب الأول لتوقع حدوث عمليات إرهابية من طرف تنظيم “داعش” في قلب روسيا هو كون الدول التي شهدت هجمات نفذها التنظيم، كما هو الحال بالنسبة لليمن ومصر والسعودية وتونس وفرنسا وبلجيكا، كان إما لاستهداف طائفة بعينها أو ردا على انخراط هذه الدول في التحالف ضد “داعش”.
ولأن روسيا تعتبر الحليف الأول للنظام السوري إلى جانب إيران وحزب الله، بالرغم من قرارها بالانسحاب الجزئي من سوريا، إلا أنها تبقى معرضة لمحاولة ثأر من قبل “داعش”.
إقرأ أيضا: “نيويورك تايمز”: “محاربة تركيا للأكراد تغرقها أكثر في الوحل السوري”
فبالإضافة إلى العلاقة المتوترة تاريخيا بين روسيا والأقليات المسلمة داخلها، يوجد الآلاف من المقاتلين من الجمهوريات الروسية ممن التحقوا بجبهة القتال في سوريا، كما أن هناك عدة خلايا متطرفة في الداخل الروسية كما تثبته باستمرار عمليات تفكيك هاته الخلايا من قبل مصالح الأمن الروسية.
ونقلت الصحيفة عن الباحث بالمعهد الفرنسي للعلاقات الدولية والخبير في السياسة الروسية بالشرق الأوسط، جوليان نوصيتي، تأكيده بأن خطر الجماعات الإسلامية المتطرفة يشكل مصدر قلق كبير للسلطات الروسية، خصوصا بالنظر إلى الدعاية التي أصبحت “داعش” تروجها باللغة الروسية لدعوة مواطني هذه الجمهوريات للالتحاق “بالجهاد” في سوريا والعراق.
هذه الدعاية “الداعشية ” تتم من خلال النسخة الروسية من مجلة “دابق” فضلا عن تسخير وسائل التواصل الاجتماعي لاستقطاب المقاتلين إلى صفوف “داعش”، والتي تعززت صفوفها بهؤلاء على حساب “إمارة القوقاز” التي سبق الإعلان عنها في 2007 ولم تحل مبايعتها لتنظيم “داعش” دون انتقال مقاتليها إلى العراق وسوريا أملا في تحقيق حلم “الخلافة”.