الكاتب المغربي الطاهر بنجلون

الطاهر بنجلون يتساءل..ما معنى أن تكون رئيسا يساريا؟

تساءل الكاتب المغربي الطاهر بنجلون عن ما إذا كانت الحكومة الفرنسية، التي يقودها “الحزب الاشتراكي”، ما تزال حكومة يسار.

وكتب بنجلون في مقال بمجلة “لوبوان” الفرنسية، ماذا يعني أن تكون يساريا حيث يحدد الاقتصاد والعولمة مصير الشعب؟

واستغرب الروائي المغربي كيف أن كلمة “الشعب” اختفت من القاموس السياسي الفرنسي، مضيفا أن الشعب الفرنسي هو الذي يناضل اليوم من أجل العيش بكرامة في ظل التهديد الذي يطاله بالفقر والبطالة والإقصاء.

هذا الشعب الذي لم يعد اليوم يجد نفسه في السياسات المنتهجة من قبل الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند ورئيس وزرائه مانويل فالس.

الوضع الحالي دفع جزءا من الشعب إلى التعبير عن إحباطه بطريقة عنيفة من خلال الارتماء في أحضان الحزب “الديماغوي المصاب برهاب المهاجرين”، في إشارة إلى “الجبهة الوطنية” التي تمثل اليمين المتطرف في فرنسا.

إقرأ أيضا: الطاهر بنجلون يكتب عن عشائه الأخير مع أمبرتو إيكو

أن تكون يساريا في نظر صاحب رواية “حرودة” يعني أن تخصص الأموال لمن يستحقون من المأجورين من ممرضات ومعلمين ورجال أمن، وليس من أصحاب الشركات.

أن تكون يساريا يعني أن تعيد النظر في الوضعية الاجتماعية لأناس مثل عمال النظافة والسكك الحديدية ممن يشتغلون في مهن مرهقة أو خطيرة، وتقف إلى جانب الفلاحين ضد من يعملون على استغلالهم وإهانتهم.

واعتبر الروائي المغربي أن ما على الرئيس الفرنسي أن يفكر فيه هو العمل على خدمة الأمور بدل خدمته مسيرته السياسية من خلال التركيز فقط على إعادة انتخابه، داعيا إلى أن تكون ولاية رئاسية واحدة فقط.
أن تكون رئيسا يعني أن تأخذ بعين الاعتبار التقارير الخاصة بتبديد الأموال العمومية التي تكشف عنف تقارير مجلس الحسابات والعمل على أن لا يتكرر ذلك.

أن تكون رئيسا يعني أن تكون منسجما في ممارساتك اليومية وتحترم وعودك وتعمل على أن تكون في مستوى ما قلته خلال حملتك الانتخابية.

أن تكون رئيسا يعني أن لا تنهج سياسة خارجية لا تحظى بموافقة البرلمان وأن يحكم سلوكك مبدأ العدل لكي تعيد الحق للشعوب المحتلة والخاضعة لسلطة الديكتاتورية والذين يعيشون تحت عتبة الفقر بينما تزخر بلادهم بالثورات.

أن تكون رئيسا يعني أن تتخلى عن حساباتك السياسوية عندما كنت على رأس “الحزب الاشتراكي”، وتكف عن الجري وراء الأفكار الليبرالية جدا ولا تخضع للضغوطات التي تمارسها “الجبهة الوطنية” بحيث ينتهي بك المطاف لتطبيق بعد مما تنادي به في برنامجها مثل قانون نزع الجنسية.

أن تكون رئيسا يعني أن تعمل ما بوسعك لتنقذ الشركات الصغرى والمتوسطة التي تعد عصب الاقتصاد الفرنسي، واستلهام الأفكار الجديدة والجريئة وتطبيقها بكل مرونة.

أن تكون رئيسا يعني أن تنخرط إلى جانب المحرومين والمهمشين والمقصيين والمنسيين الذي تخلى عنهم اليمين وسحقتهم الرأسمالية المتوحشة ودفعتهم إلى حافة اليأس.

أن تكون رئيسا يعني أن تدافع عن هؤلاء وتنقذهم من الطوفان الأكبر لأنك حينها ستكون واحدا منهم، مناضلا يساريا بقناعات وتضحيات.

اقرأ أيضا

وزير الأوقاف يكشف عدد المشرفين على التأطير الديني لأفراد الجالية المغربية

بلغ عدد المشرفين على التأطير الديني لأفراد الجالية المغربية الذين تم إيفادهم إلى تسع دول، 372 سنة 2024، كما تم إيفاد بعثات علمية من القراء والوعاظ المؤهلين والمشفعين إلى كل من فرنسا وبلجيكا وايطاليا واسبانيا وهولاندا ورومانيا والسويد والدنمارك وكندا، وذلك لتأطير أفراد الجالية المغربية.

خبير فرنسي: المغرب يحظى بإعجاب كبير من النخب الفرنسية المهتمة بمستقبل إفريقيا

أكد مدير وكالة (أفريكا بريس باريس)، ألفريد مينيو دي كامباني، أنه "لا يوجد بلد في إفريقيا اليوم يحظى بنفس الإعجاب الذي يحظى به المغرب من النخب الفرنسية المستنيرة والمهتمة بمستقبل القارة الإفريقية".

خبير فرنسي: سياسة الملك في إفريقيا تؤتي ثمارها على مستوى القارة

أكد الخبير الفرنسي في العلاقات الأورو إفريقية، غيوم شابان ديلماس، أن السياسة الإفريقية للملك محمد السادس، بدأت تؤتي بالفعل ثمارها على مستوى القارة من حيث التنمية الاقتصادية والاجتماعية.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *