تناولت إحدى المجلات الأسبوعية البولندية أزمة اللاجئين التي تشهدها دول الاتحاد الأوروبي منذ أشهر، والتي خلفت جدلا كبيرا مؤخرا، خاصة بعد حوادث التحرش الجنسي التي عرفتها إحدى المدن الألمانية، والتي وضعت اللاجئين في قفص الاتهام.
ولعل تطرق مجلة “wSieci ” البولندية اليمينية للمسألة، أثار زوبعة من ردود الفعل الغاضبة والمنتقدة في صفوف القراء بسبب غلاف هذه الأخيرة، الذي أظهر اللاجئين في صورة “مغتصبي القارة العجوز” والذين سيحولونها إلى جحيم بسبب صراع الحضارات مع الديانة الإسلامية.
وحسب تقرير أعدته صحيفة “الإندبندت” البريطانية بخصوص الموضوع، أظهر غلاف العدد الجديد للمجلة البولندية صورة امرأة بيضاء ترتدي علم الاتحاد الأوروبي، حيث كانت تتعرض إلى اعتداء من طرف أشخاص ذوي بشرة سمراء، في إشارة إلى حوادث الاعتداءات الجنسية التي حدثت في مدينة كولونيا الألمانية ليلة رأس السنة، والتي حسب التقارير، ارتكبت من طرف مهاجرين ولاجئين في حق نساء أوروبيات.
وأشارت كاتبة المقال الرئيسي في المجلة إلى أن تدفقات طالبي اللجوء على الدول الأوروبية، جاء نتيجة صراع الحضارات، خاصة بين الإسلام والمسيحية، مضيفة أن الأوروبيين أصبحوا على شفا حفرة من الخسارة بسبب تجاهلهم للتأثيرات السلبية لتعدد الثقافات الذي تعرفه بلدانهم.
وتطرقت المجلة البولندية المثيرة للجدل، إلى نقط أخرى على علاقة بالموضوع الرئيسي، حيث تساءلت “هل تريد أوروبا الانتحار”؟ في إشارة إلى تزايد تدفقات اللاجئين وانعكاسات ذلك على الدول الأوروبية مستقبلا.
وفي نفس السياق، قام عدد كبير من مستخدمي شبكات التواصل الاجتماعي بمقارنة غلاف المجلة البولندية وبعض الصور التي استخدمتها دعاية موسوليني في إيطاليا وكذا الدعاية النازية، حيث اعتمدت هي الأخرى على صور نساء يتعرضن للاعتداء من قبل يهود ورجال من جنوب أفريقيا.
ولم تكن المرة الأولى التي يحاول الإعلام الغربي الإساءة وتشويه صور اللاجئين، حيث سبق وتطرقت صحيفة “شارلي إيبدو” الفرنسية الساخرة بدورها إلى أزمة اللاجئين و”تهديد هؤلاء مستقبل القارة العجوز”.
وفي المقابل، كانت السلطات الألمانية قد توصلت إلى أن غالبية المتهمين في حوادث التحرش الجنسي التي عرفتها مدينة كولونيا تزامنا مع الاحتفال بليلة رأس السنة، كانوا من المهاجرين القاطنين بألمانيا قبل تدفقات اللاجئين التي عرفتها البلاد السنة الماضية.
وبرأت السلطات طالبي اللجوء من التهم الموجهة إليهم، حيث أكدت أن 3 منهم فقط كانوا ضمن المتهمين.
إقرأ أيضا:قضية اللاجئين في الخطاب الإعلامي الأوروبي: السياقات والأهداف