وافق النظام السوري على إدخال المساعدات الإنسانية إلى 3 بلدات سورية على رأسها “مضايا” المحاصرة، والتي شهدت وفاة عدد من الأشخاص في الفترة الأخيرة بسبب الجوع.
وحسب ما أكده مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، وافقت الحكومة السورية اليوم الخميس، على إدخال المساعدات الإنسانية إلى كل من “مضاي”ا و”الفوعة” و”كفريا”، مشيرا إلى أنه يعمل على التحضير لانطلاق قوافل المساعدات في أقرب وقت ممكن.
آلاف السوريين يموتون جوعا
وحسب تقارير أممية، يواجه الآلاف من السوريين الموت جوعا في بلدة “مضايا”، فيما يتعرض آخرون للقتل أثناء محاولتهم الهروب منها.
وأكدت المنظمة الأممية، نقلا عن مصادر موثوقة أن نحو 42 آلاف سوري يواجهون الموت جوعا في البلدة المحاصرة منذ أشهر، مضيفة أنه ووفق آخر المعطيات “لقي رجل في 53 من العمر مصرعه بسبب الجوع في الوقت الذي تعاني أسرته المكونة من 5 أفراد من سوء تغذية حاد”.
أكلنا كلَّ أوراق الشجر ولم يعد هناك ما نأكله
وفي حديثها عن المأساة التي يعاني منها سكان “مضايا” المحاصرة، أشارت شابة سورية في الثلاثين من العمر إلى أن سكان البلدة يعانون الجوع المدقع، مؤكدة أنه “لم يعد هناك ما يأكل”.
وفي تصريحاتها لوكالة الأنباء الفرنسية، أكدت مؤمنة أن بلدة “مضايا” تعاني نقصا حادا في الطعام، موضحا أنها “لم تضع شيئا في فمها منذ يومين سوى الماء”.
واسترسلت الشابة السورية بالقول “لقد بتنا نأكل الثلج الذي يتساقط علينا، أكلنا كلَّ أوراق الشجر وقطعنا الجذوع للتدفئة، ونفد كل ما لدينا”.
وقام النظام السوري والمسلحون التابعين له بمحاصرة مجموعة من البلدات من بينها “مضايا” الواقعة في ريف دمشق، وذلك منذ سنتين، في وقت شدد الحصار على هذه الأخيرة قبل 6 أشهر، ما أدى إلى تعذر وصول الغذاء إلى أهاليها.
هذا ووقعت الحكومة السورية والفصائل المسلحة اتفاقا بخصوص وقف إطلاق النار في 4 بلدات سورية وإدخال المساعدات الإنسانية إليها على مراحل، إضافة إلى إجلاء ما يقارب 450 مسلحا ومدنيا من هذه البلدات.
وحسب الاتفاق، كان من المقرر بدأ إدخال المساعدات الإنسانية إلى البلدات الأربعة عند انتهاء عملية الإجلاء، إلا أن الأمر لم ينفذ، ما أدى إلى نقص حاد في المؤن الغذائية، خاصة في “مضايا”، التي شهدت في الفترة الأخيرة عددا من الوفيات بسبب الجوع.
ضرورة إزالة الحواجز أمام المساعدات الإغاثية
وطالبت منظمة الأمم المتحدة بضرورة رفع جميع الحواجز أمام إدخال المساعدات الإنسانية إلى “مضايا” وباقي البلدات المحاصرة.
وعبرت المنظمة عن قلقها الشديد إزاء “محنة 400 ألف شخص تحاصرهم أطراف النزاع في عدد من المواقع كمدينة دير الزور وداريا والفوعة وكفريا، فضلاً عن المناطق المحاصرة في الغوطة الشرقية”
وفي نفس الإطار، أشارت الأمم المتحدة إلى أنه ورغم دعواتها المتكررة لإمداد سكان تلك المناطق بالمساعدات الإنسانية، إلا أنها لم تلقى ردا سوى على 10 بالمائة فقط، وذلك لإيصال المساعدات وتسليمها في المناطق المحاصرة التي يصعب الوصول إليها.
إقرأ أيضا:الموت البطيء يزحف على مضايا السورية بسبب نقص الغذاء