مال آخر واحدث استطلاع للرأي بشأن نوايا الناخبين الاسبان؛ لصالح الحزب الشعبي الحاكم، فقد منحته مؤسسة (CiS) المشهورة بدقتها في هذا المجال؛ نسبة 29.5 في المائة من نوايا الناخبين، محتلا الرتبة الأولى ومتقدما على الحزبين الاشتراكي العمالي الذي وضعه المستجوبون في المرتبة الثانية بنسبة 25.3 في المائة بينما حل حزب، ثيودادانوس، في الدرجة الثالثة بمعدل 14.7متراجعا عن النسبة التي حققها في استطلاع أخير أجري قبل أيام.
وأكد الاستطلاع الجديد، حقيقة تراجع حاد في شعبية حزب، بوديموس، (10.8)الذي تغنى قادته الشباب، بالنصر الوشيك قبل اقل من سنة، معربا في ذلك الحين عن استعداده لاقتحام قصر “لامنكلوا”مبشرا بعهد جديد في نظام الحكم بإسبانيا تسوده العدالة والنزاهة والشراكة الشعبية.
ولن تمكن النسبة القابلة للتغيير بين استطلاع وآخر، الحزب الشعبي من الحكم بمفرده، اذ لا بد له من حليف يقاسمه السلطة. وربما سيكون سهلا عليه الانفتاح على احد الحزبين المرتبين بعده، وان كانت المفاوضات لن تكون سهلة، سواء اختار، ماريانو راخوي، شريكا الحزب الاشتراكي أو ثيودادنوس؛غير انه سيكون سعيدا بالتخلص من شبح، بوديموس الذي تدحرج نحو المرتبة الرابعة، وما يضعه مستقبلا في خندق المعارضة.
ويبدو ان هذا الأخير، يؤدي ثمن مواقفه الغامضة من القضايا الداخلية التي تشغل البلاد وخصوصا الأزمة الكاتالانية، واكتشاف الرأي العام بل خشيته من البرنامج الحالم الذي يطمح الحزب الفتي الى تطبيقه وكذا من التجاذبات الداخلية بين مساندي الحزب وهم يتوزعون بين اليسار المتطرف والمعتدل، وفي الضفة الأخرى، يتمرس الفوضويون والجمهوريون.
للمزيد: الدستور الاسباني…هل استنفد كل أغراضه؟
وظهرت مؤشرات الانهيار التدريجي لحزب، بابلو ايغليسياس، منذ الانتخابات التشريعية المحلية في إقليم كاتالونيا يوم 27 سبتمبر، التي لم يكسب منها سوى عشرة مقاعد في تحالف مع تنظيم يساري آخر.
ويعد تراجع، بوديموس، الأقوى منذ دخوله بورصة استطلاعات الرأي عام 2014، حيث أغدقت عليه في تلك الفترة وصورته قريبا من باب القصر؛ كما ان الحزب الشعبي لن يكرر النتيجة التاريخية التي حققها عام 2011 حينما صوت لصالح برنامجه ومرشحيه أكثر من عشرة ملايين ونصف إسباني وأوصلوا 186 برلمانيا الى المؤسسة التشريعية.
ويواصل الحزب الاشتراكي العمالي، صموده، لا يفرقه عن الشعبي سوى نسبة 3.8 وهي قابلة للتغيير صعودا وهبوطا، تبعا لمزاج الرأي العام وكيفية أداء المرشحين أثناء الحملة الانتخابية ويلاحظ في هذا الصدد ان المرشح الاشتراكي، بيدرو سانشيث، يحظى بتقييم ايجابي لدى الرأي العام، أفضل من غريمه، ماريارنو راخوي رئيس الوزراء الحالي.
ومن المؤكد ان التعافي الاقتصادي الذي دخلته البلاد والمتجلي في ارتفاع معدل النمو الى ثلاثة في المائة، ومجاورة خمسين مليون سائح خلال السنة الجارية، وهو رقم استثنائي، فضلا عن عودة الانتعاش الى سوق العقار بارتفاع سعر السكن منذ الأزمة التي انفجرت في عهد رئيس الوزراء الأسبق خوصي لويس ثباطيرو.